حلل سندسیه
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
ژانرها
ذكر المقدسي الأندلس في جملة إقليم المغرب، بدأ بأفريقية، أي مملكة تونس الحاضرة، وتقدم إلى المغرب الأوسط، وكان يسمى في ذلك الوقت إقليم تاهرت ثم تقدم إلى سجلماسة، وفاس، والسوس الأقصى. ثم ذكر جزيرة صقلية، وبعد أن عدد مدنها بدأ بالأندلس فقال: وأما الأندلس فنظيرها هيطل من جانب المشرق، غير أنا لم نقف على نواحيها فنكورها، ولم ندخلها فنقسمها. ويقال إنها ألف ميل. وقال ابن خرداذبة: الأندلس أربعون مدينة، يعني المشهور منها، لأن أحدا لم يسبقنا إلى تفصيل الكور، ووضع القصبات، فبعض المدن التي ذكر هي قصبات، على قياس ما رتبنا.
وسألت بعض العقلاء منهم عن الرساتيق المحيطة بقرطبة، والمنسوبة إليها والمدن فقال: إنا نسمي الرستاق إقليما، فالأقاليم المحيطة بقرطبة ثلاثة عشر مع مدنها، فذكر «أرجونة» «قسطلة» «شوذر» «مارتش» «قنبانش» «فج ابن لقيط» «بلاط مروان» «حصن بلكونة» «الشنيدة» «وادي عبد الله» «قرسيس» «المائدة» «جيان» - وعلى ما دل آخر الاسم هي ناحية مدنها الجفر - «بيغو» «مارتش» «قانت» «غرناتة» «منتيشة» «بياسة» وسائر مدن أندلس المذكورة «طرطوشة» «بلنسية» «مرسية» «بجانة» «مالقة» «جزيرة جبل طارق» «شذنة» «إشبيلية» «أخشنبة» «مرية » «شنترين» «باحة» «لبلة» «قرمونة» «مورور» «إستجة».
ثم عاد بعد قليل فذكر الأندلس بشيء من التفصيل فقال: قرطبة هي مصر الأندلس سمعت بعض العثمانية يقول: هي أجل من بغداد. في صحراء يطل عليها جبل، ولها مدينة جوانية، وربض الجامع في المدينة وأسواق. وأغلب الأسواق ودار السلطان في الربض. قدامها واد عظيم، سطوحهما قراميد. الجامع من حجر وجير. سواريه رخام. حواليه مياض.
وللمدينة خمسة أبواب: باب الحديد، باب العطارين، باب القنطرة، باب اليهود، عامر. وقد دلت الدلائل، واتفقت الآراء على انه مصر جليل، رفق طيب، وأن ثم عدلا، ونظرا، وسياسة، وطيبة، ونعما ظاهرة، ودينا، وأن ناحية الأندلس على سجية «هيطل»
681
أبدا ثم غزاة، أبدا في جهاد ونفير
682
مع علم كثير، وسلطان خطير، وخصائص، وتجارات، وفوائد.
وحدثني بعض الأندلسيين أنها ثلاثة عشر رستاقا على خمسة عشر ميلا «أرجونة» مسورة، ليس لها بساتين وأشجار، لكنها بلد الحبوب، ولهم عيون، ومزارعهم على المطر، و«قسطلة» على ثلاثة عشر ميلا من أرجونة، وهي في سهلة كثيرة الأشجار والزيتون والكرمات، ومشاربهم من آبار، ويسقون البساتين بالسواقي. و«شوذر» على ثمانية عشر ميلا من قرطبة، وهي في سهلة كثيرة الزيتون جدا، شربهم من أعين، «مارتش» على خمسة عشر ميلا من قرطبة، وهي جبلية، ليس لها غير الكرمات، ولهم أعين. و«قنبانش» على خمسة عشر ميلا، وهي سهيلة، ذات مزارع أكثرها بموضع يقال له «قنبانية» مشاربهم من آبار. و«فج ابن لقيط» على خمسة وعشرين ميلا في سهلة كثيرة المزارع، شربهم من آبار. و«بلاط مروان» على ثلاثين ميلا، لها واد جرار، سهيلة، ذات مزرع. و«بريانة» ذات مزارع سهيلة، شربهم من آبار، وفيها حصن من حجارة، والربض حوله، والجامع في الحصن، والأسواق في الربض. وحصن «بلكونة» كثير الزيتون والأشجار، والعيون، مسورة بحجارة، شربهم من عين واحدة وآبار، على أربعين ميلا من قرطبة، و«الشنيدة» على جبل، كثيرة الكروم والمزارع والعنب، شربهم من أعين وآبار، على يومين من قرطبة، المنزل فج ابن لقيط. و «وادي عبد الله» من نحو القبلة، على أربعين ميلا من قرطبة. المنزل «وادي الرمان» سهيلة ذات مزارع وأنهار وأشجار. و«قرسيس» على ستين ميلا من قرطبة، سهيلة كثيرة التين والأعناب والزيتون الكبير، شربهم من أعين. و«جيان» على خمسين ميلا من قرطبة، اسم الرستاق «أولبة» ومدينة جيان على جبل، كثيرة العين، قد خرب حصنها، غير أنها منيعة بالجبل، بها اثنتا عشرة عينا، ثلاث عليها أرحية، تقوم بالأندلس، ومن ثم ميرة قرطبة، وثمارها كثيرة، وصف ما شئت من طيبها ورحبها، فإنها جنة الأندلس على ما حكي لي. ودل آخر الاسم على أنها ناحية بنيانهم بالحجارة، باردة كثيرة الرياح، وبكورتها حر، هي في عداد النواحي قياسا على ما رتبنا. ومدنها الجفر،
683
صفحه نامشخص