حلل سندسیه
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
ژانرها
وبكورة أشبونة المتصلة بشنترين معدن التبر، وفيها عسل يجعل في كيس كتان. فلا يكون له رطوبة كأنه سكر. ويوجد في ريفها العنبر الذي لا يشبه إلا الشحري.
ومن أشهر مدن الأندلس مدينة قرطبة، أعادها الله تعالى للإسلام، وبها الجامع المشهور، والقنطرة المعروفة بالجسر، وقد ذكر ابن حيان أنه بنى على أمر عمر بن عبد العزيز
555
رضي الله عنه، ونصه: وقام فيها بأمره على النهر الأعظم بدار مملكتها قرطبة الجسر الأكبر الذي ما يعرف في الدنيا مثله. انتهى. وفيها يقول بعض علماء الأندلس.
بأربع فاقت الأمصار قرطبة
منهن قنطرة الوادي وجامعها
هاتان ثنتان والزهراء ثالثة
والعلم أعظم شيء وهو رابعها
وقال الحجاري في المسهب: كانت قرطبة في الدولة المروانية قبة الإسلام، ومجتمع أعلام الأنام، بها استقر سرير الخلافة المروانية، وفيها تمخضت خلاصة القبائل المعدية واليمانية، وإليها كانت الرحلة في الرواية، إذ كانت مركز الكرماء، ومعدن العلماء وهي من الأندلس بمنزلة الرأس من الجسد، ونهرها من أحسن الأنهار، مكتنف بديباج المروج، مطرز بالأزهار، تصدح في جنباته الأطيار، وتنعر النواعير، ويبسم النوار، وقرطاها الزاهرة والزهراء، حاضرتا الملك، وأفقاه النعماء والسراء، وإن كان قد أخنى عليها الزمان، وغير بهجة أوجهها الحسان، فتلك عادته! وسل الخورنق والسدير وغمدان، وقد أعذر بإنذاره، إذ لم يزل ينادي بصروفه: لا أمان! لا أمان! وقد قال الشاعر:
وما زلت أسمع أن الملو
صفحه نامشخص