154

حلل سندسیه

الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)

ژانرها

القيصري» لمضي أربعمائة وسبع من تاريخ الصفر

509

المشهور عند العجم، إلى عهد لذريق آخرهم، الذي ملك في السنة التاسعة والأربعين وسبعمائة من تاريخ الصفر، وهو الذي دخلت عليه العرب فأزالت دولة القوط، ستة وثلاثون ملكا، وأن مدة أيام ملكهم بالأندلس ثلثمائة واثنتان وأربعون سنة. ا.ه.

وقال جماعة: إن القوط غير البشتولقات، وإن البشتولقات من عجم رومة، وإنهم جعلوا دار ملكهم ماردة، واتصل ملكهم إلى أن ملك منهم سبعة وعشرون ملكا، ثم دخل عليهم القوط، واتخذوا طليطلة دار مملكة، ثم ذكر تنصر ملكهم خشندش مثل ما تقدم، ثم ذكر أن عدة ملوك القوط ستة وثلاثون ملكا.

وذكر الرازي أن القوط من ولد ياجوج بن يافث بن نوح، وقيل غير ذلك. ا.ه.

وذكر الرازي في موضع آخر نحو ما تقدم وزيادة ونصه:

إن الأندلس في آخر الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة التي تقدم ذكرها التي هي ربع معمور الدنيا، فهي موسطة من البلدان، كريمة البقعة، بطبع الخلقة، طيبة التربة، مخصبة القاع، منبجسة العيون الثرارة، منفجرة الأنهار الغزار، قليلة الهوام ذوات السموم، معتدلة الهواء أكثر الأزمان، لا يزيد قيظها زيادة منكرة تضر بالأبدان، وكذا فصولها في أعم سنيها تأتي على قدر من الاعتدال، وتوسط من الحال، وفواكهها تتصل طول الزمان، فلا تكاد تعدم، لأن الساحل ونواحيه، يبادر بباكوره، كما أن الثغر وجهاته، والجبال التي يخصها برد الهواء، وكثافة الجو، تستأخر بما فيها من ذلك، حتى يكاد طرفا فاكهتها يلتقيان، فمادة الخيرات فيها متصلة كل أوان.

ومن بحرها بجهة الغرب يخرج العنبر الجيد، المقدم على أجناسه في الطيب، والصبر على النار، وبها شجر المحلب، المعدود في الأفاوية، المقدم في أنواع الأشنان كثير واسع. وقد زعموا أنه لا يكون إلا بالهند، وبها فقط. وبها خواص نباتية يكثر تعدادها. انتهى.

510

وقد ذكر غيره تفصيل بعض ذلك فقال: يوجد في ناحية «دلاية»

صفحه نامشخص