النبي ، فرجعت روح الغلام اليه.
فلما سمعت ام الصبي كلام ادريس وقوله : انا ادريس ونظرت الى ابنها حيا ، قالت : اشهد انك ادريس النبي ، وخرجت تنادي باعلى صوتها في القرية :
ابشروا بالفرج فقد دخل ادريس في قريتكم ، فمضى ادريس حتى جلس على موضع مدينة الجبار الاول ، وقد تبدلت تلا من تراب ، فاجتمع اليه اناس من اهل قريته واسترحموه وسألوه ان يدعوا لهم فيمطروا.
قال : لا ، حتى يأتي جباركم هذا وجميع اهل قريتكم مشاة حفاة فيسألوني ذلك.
فبلغ ذلك الملك الجبار ، فبعث الى ادريس اربعين رجلا وامرهم ان يأتوا به اليه ، فلما جاءوه وكلفوه الذهاب معهم اليه ، دعا عليهم فماتوا عن آخرهم.
ثم ارسل خمسمائة رجل ، فلما اتوه كلفوه الذهاب واسترحموه فاراهم مصارع اصحابهم وقال : ما انا بذاهب اليه ولا سائل حتى يأتيني هو وجميع اهل القرية مشاة حفاة ويسألوني الدعاء للمطر.
فانطلقوا الى ملكهم الجبار واخبروه بما قال لهم النبي ادريس وسألوه ان يمضي اليه وجميع اهل القرية مشاة حفاة ويسألوه ان يسأل الله ان تمطر السماء ، فأتوه حتى وقفوا بين يديه خاضعين متذللين ، وسألوه ان يسأل الله ان تمطر السماء عليهم ، فعند ذلك دعا ادريس ان تمطر السماء عليهم ، فاظلتهم سحابة من السماء وارعدت وابرقت وهطلت عليهم من ساعتهم حتى ظنوا انه الغرق ، فما رجعوا الى منازلهم حتى سقيت جميع اراضيهم من الماء. (1)
لقد كان غرض النبي ادريس عليه السلام في عدم الدعاء الى الله لانزال المطر ،
صفحه ۶۱