فأسألني حتى اغيثهم ، قال ادريس : اللهم اني لا اسألك.
فأوحى الله الى الملك الذي كان يأتيه بالطعام ان يمسك عنه ، فامسك عنه ثلاثة ايام حتى بلغ به الجوع.
فنادى : اللهم حبست عني رزقي من قبل ان تقبض روحي ، فأوحى الله اليه : يا ادريس جزعت ان حبست عنك طعامك ثلاثة ايام ، ولم تجزع من جوع اهل قريتك وجهدهم منذ عشرين سنة ، ثم سألتك ان تسألني ان امطر عليهم فبخلت ولم تسأل ، فادبتك بالجوع ، فاهبط من موضعك واطلب المعاش لنفسك فقد وكلتك في طلبه الى حيلتك.
فهبط ادريس الى قرية هناك ونظر الى بيت يصعد منه دخان وكان جائعا لم يأكل منذ ثلاث ايام فهجم عليهم واذا عجوز كبيرة ترفق فرصتين لها على مقلاة فسالها ان تطعمه فقد بلع به جهد الجوع.
فقالت : يا عبد الله ما تركت لنا دعوة ادريس فضلا نطعمه احدا وحلفت انها لا تملك غيره شيئا فاطلب المعاش من غير اهل هذه القرية.
فقال لها : اطعميني ما امسك به روحي وتقوم به رجلي حتى اطلب.
فقالت : انهما قرصتان واحدة لي والاخرى لابني ، فان طعمتك قوتي مت ، وان طعمتك قوت ابني مات ، وليس ههنا فضل.
قال : ان ابنك صغير يجزيه نصف قرصة فاطعمي كلا منا نصفا يكون لنا بلغة ، فرضيت وفعلت.
فلما رأى ابنها ادريس وهو يأكل من قرصته اضطرب حتى مات.
قالت امه : يا عبد الله قتلت ابني جزعا على قوته.
فقال : لا تجزعي انا احييه لك الساعة باذن الله ، واخذ بعضد الصبي وقال : ايتها الروح الخارجة من بدنه بأمر الله ارجعي الى بدنه باذن الله وانا ادريس
صفحه ۶۰