هابیت و فلسفه
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
ژانرها
ما من كارثة أعظم من الطمع؛
فهذا الذي يقنع بالقناعة يظل قنوعا دوما.
29
في رواية «الهوبيت»، لا نلقي سوى نظرة سريعة على شكل الحياة في الشاير؛ ثمة صورة أكثر اكتمالا توجد في «سيد الخواتم» وأعمال أخرى لتولكين. في هذه الأعمال نعرف أن هوبيت الشاير يعيشون حياة ريفية بسيطة في مجتمعات زراعية شديدة الترابط، وهم يجدون متعة جمة في المتع البسيطة؛ مثل: الأكل، والشرب، وتدخين الغليون، والبستنة، وحضور الحفلات، وممارسة الألعاب، وكتابة وتلقي الخطابات، وتدوين شجرة العائلة، والتجمع في حانات القرية مع الأصدقاء والعائلة.
ونظرا لما يتمتعون به من مرح، ومرونة، وكرم ضيافة، ومهادنة بطبيعتهم، فليس لدى الهوبيت حكومة للحديث عنها، ولا توجد قوانين أو جريمة تقريبا، حتى إن معظم الهوبيت لا يغلقون أبوابهم ليلا، وحتى نشوب معركة بايووتر في نهاية «عودة الملك»، لم يقدم هوبيت واحد على قتل آخر متعمدا في شاير.
30
فنظرا لعدم ثقتهم بالتكنولوجيا، وتمتعهم بحرية الامتلاك بشكل غير اعتيادي، يجمع بين الهوبيت حب عميق للشاير، وينعمون بالرضا والقناعة بحياتهم البسيطة ومجتمعاتهم غير الميالة للتغيير بشكل عام. إن حياتهم، بشكل جوهري، تشبه حياة الأميش، فيما عدا أنها تتضمن قدرا أقل من الدين ومزيدا من الجعة.
ويعد السخاء من أكثر سمات الهوبيت جاذبية وروعة؛ فالهوبيت يحبون تقديم الهدايا، بل إنهم «يقدمون» الهدايا في أعياد ميلادهم بدلا من تلقيها.
31
حتى بيلبو نفسه هوبيت سخي، وينمو على هذا الصعيد بشكل متزايد مع تواصل أحداث القصة؛ ففي بداية القصة، نعلم أن بيلبو «هوبيت ميسور الحال» يعيش بمفرده في نفق كبير ومريح للغاية للهوبيت يحوي الكثير من الغرف: «غرف نوم، وحمامات، وقباء، وغرف تخزين (بعدد كبير)، وخزانات ملابس (كانت لديه غرف كاملة مخصصة للثياب)، ومطابخ، وغرف طعام».
صفحه نامشخص