هابیت و فلسفه
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
ژانرها
لم يتوقع بيلبو مثل هذه المخاوف العملية؛ فلم يفكر هو ورفاقه إلا في الاستيلاء على الكنز، وليس في نقله. وهكذا وعلى مستوى حرفي بحت، يصبح الذهب فور اقتنائه عبئا ثقيلا.
ولكن دعنا نتعمق أكثر مثل الفلاسفة. إن المسألة شاقة من جانب آخر. فمثلما يكتشف ثورين ورفاقه الأقزام، يمكن بسهولة أن تتحول الرغبة في الذهب إلى شهوة مستهلكة للقوى وثقيلة. إن ثورين عازم منذ البداية على الاستيلاء مجددا على ما يعتبره إرثه الشرعي، وكان الاستيلاء على الذهب هو مهمته بشكل واضح، وكما يخبر بيلبو وجاندالف: «لم ننس قط كنزنا المنهوب.»
14
غير أن رغبته في استعادة كنزه تدفعه دفعا، حتى إن رغبته تستحوذ عليه بدورها. ولكن دعنا لا نقسو أكثر مما ينبغي على ثورين؛ فحتى الراوي يعترف بأنه «كريم بما يكفي ... إذا كنت لا تتوقع أكثر من اللازم.»
15
يظهر وقوع ثورين تحت وطأة الرغبة بشكل جلي في حديثه مع بارد، ذابح التنين. فعلى الرغم من توسلات بارد لتوزيع الذهب بالعدل، كتعويض عن خسارة حياة كان المتسبب الأساسي فيها هو سعي ثورين المحموم للاستيلاء على الكنز، فإن ثورين لا يحجم عن الطمع في الذهب، وينزعج بيلبو من سلوك ثورين قائلا:
لم يضع في حسابه القوة التي يملكها الذهب الذي رقد عليه تنين لزمن طويل، ولا قلوب الأقزام. ساعات طويلة في الماضي أمضاها ثورين في خزينة الكنز، ورغبته المحمومة فيه كانت عبئا ثقيلا عليه. وعلى الرغم من أنه كان يفتش في الأساس عن الأركنستون، إلا أنه كان يضع نصب عينيه شيئا آخر رائعا كان يقبع هناك، كان يحمل إزاءه ذكريات قديمة لعذابات جنسه وأحزانهم.
16
ليس ثورين الشخصية الوحيدة في «الهوبيت» التي تسيطر عليها الرغبة في الذهب؛ فعلى الرغم من أن جان الغابة هم في الأساس أناس طيبون، فإن لمليكهم - الذي لطالما تملكه الطمع لامتلاك المزيد من الفضة والجواهر البيضاء - نقطة ضعف خاصة تجاه الكنز. وحين يذبح حارس الكنز في الجبل الوحيد، يزداد البشر والجن والأقزام افتتانا بالاستيلاء على الكنز؛ ليصل الأمر إلى ذروته في معركة الجيوش الخمسة الرهيبة.
حتى الهوبيت ليسوا أحرارا من سيطرة الرغبة في امتلاك الذهب؛ فمع انتشار شائعة وفاة بيلبو، يتلهف الهوبيت - خاصة عائلة ساكفيل باجنز - لعرض أملاكه في مزاد. فالطمع له طريقته في تلويث حتى الأرواح الطيبة. وفي الفصل الافتتاحي من «رفقة الخاتم»، تستحوذ الشائعات حول كنز بيلبو الخفي على قلوب الهوبيت.
صفحه نامشخص