هابیت و فلسفه
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
ژانرها
كان لدى ثورين أوكينشيلد ، كما نعلم، مسحة من نزق وسوء الطباع؛ فهو قزم متفاخر يتشارك مع بني جلدته شهوة الذهب والكنوز الأخرى. بعد موت سموج، كان عليه حقا أن يصغي لمطالبة بارد بنصيب من الكنز («كلمات منصفة وحقيقية»، كما يقول تولكين)،
15
غير أن ثورين يرفض الاعتراف بما يعد مطلبا مشروعا بشكل واضح. هل ينبغي أن ننظر إلى هذا بوصفه كشفا عن أن له شخصية فاسدة، وأنه في أعماقه جشع وأناني؟ أم ينبغي أن ننظر إليه باعتباره فعلة ذميمة لا تتفق مع شخصية ثورين، وسوف يندم عليها لاحقا، كما قد يوحي خطابه على فراش الموت («أتمنى لو تراجعت عن أقوالي وأفعالي عند البوابة»)؟
16
أو ربما قدر من الاثنين؟
هل ينبغي أن تعتمد تقييماتنا الأخلاقية للناس وسلوكهم على الحظ، ولو بشكل جزئي على الأقل؟ هل يمكن أن نلوم ثورين لتشبثه المفرط بالذهب، بالنظر إلى أن طبيعته القزمية هي مسألة حظ بنيوي، وأنه واجه حظا ظرفيا سيئا بوقوعه ضحية للعنة داء التنين؟
17
هل ينبغي أن نحتقر الجوبلن لسلوكهم الشرير، بالنظر إلى أنهم قد حالفهم الحظ السيئ بأن ولدوا جوبلن وليس هوبيت، أو أقزاما، أو جنا؟ إذا كان لا ينبغي للأخلاق أن تعتمد - بشكل أكثر من اللازم - على الحظ، والجوبلن هم الخاسر الأكبر في اليانصيب الطبيعي، ألا ينبغي أن يؤثر ذلك على نظرتنا لهم؟ لا شك أن الجوبلن مصدر خطر وتهديد، ولكن قد لا ينبغي أن «يلاموا» على ذلك.
ماذا عن بيلبو؟ هل يفعل الصواب حين يأخذ حجر الأركنستون من مخبأ كنز سموج؟ حين يرى الحجر، لأول مرة، يؤخذ بجماله إلى حد أنه يضعه في جيبه دون أن يخبر أحدا. في لحظة حدوث ذلك، يدخل في صراع مع نفسه بشأن ما يفعله؛ فعلى الرغم من محاولته تبرير تصرفه بفكرة أنه قد تلقى وعدا بأن بإمكانه أن يأخذ نصيبه من الكنز، يساوره «شعور غير مريح» بأن هذه الجوهرة ليست مجرد جزء من الكنز لكي تقسم.
18
صفحه نامشخص