هابیت و فلسفه
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
ژانرها
في «الهوبيت» نرى بيلبو ينمو ببطء في إدراكه لذاته. فمع بداية القصة، يستجيب لتنبؤات ثورين بالمخاطر بالصراخ؛ مثل «محرك قادم من أحد الأنفاق»، و«الجثو على بساط المدفأة مرتعدا مثل هلام يذوب».
21
وفي رحلته إلى الجبل الوحيد، يواجه الكثير من المخاطر ويعاني معاناة بالغة من البرد، والجوع، وقلة النوم، والخوف، والتعب. وبالتدريج تنمو ثقته بذاته ويكتشف مواطن قوته الخفية، التي من ضمنها موهبة لم تكتشف من قبل في القيادة.
يبلغ بيلبو فهما أعمق للجانبين المتصارعين من تكوينه، ويدرك أنه يريد من الحياة ما هو أكثر من مجرد الراحة، وأوراق تبغ جيدة، وقبو مليء بالمؤن الوفيرة، وست وجبات يوميا. في الوقت ذاته، لا يبالغ في تقدير قيمة ذاته وتساوره أوهام العظمة. وبعد كل مغامراته وأفعاله البطولية، يظل يفكر في نفسه - بشكل يملؤه الامتنان - بوصفه «مجرد شخص ضئيل للغاية في عالم رحيب».
22
ثمة صعيد آخر يصبح عليه بيلبو أكثر حكمة؛ إذ تفتح عيناه بفعل السفر والترحال ومواجهة مجموعة أوسع من الخبرات. ويشير الفيلسوف توم موريس إلى أن أخذ دورة في الفلسفة يمكن أن يكون أشبه بخبرة ليس لها حدود بالنسبة للعقل؛ فطلاب الفلسفة يجدون أنفسهم في مغامرة فكرية يعمل فيها الفلاسفة بمثابة مرشدين محليين؛ صناع خرائط للروح يمكنهم توسيع آفاقهم، ويرشدونهم إلى آفاق مثيرة، ويوسعون خيالهم، ويحذرونهم من المآزق والأزمات المحتملة، ويعلمونهم المهارات الأساسية للبقاء الوجودي.
23
ولاحظ العديد من الكتاب أن السفر والمغامرة يمكن أيضا أن يكون لهما نتائج تتعلق بتغيير الإطار وتغيير الحياة.
إن الهوبيت القاطنين في شاير منعزلون ومحليون؛ فهم لا يعرفون عن عالم الأرض الوسطى الأرحب ولا يهتمون به إلا قليلا. في البداية كان بيلبو - برغم كونه أكثر ميلا للمغامرة من معظم الهوبيت - يشارك رفاقه العديد من رؤاهم المحدودة والمقيدة.
24
صفحه نامشخص