هابیت و فلسفه
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
ژانرها
31
لقد كان اللعب، من منظور شيلر وأرسطو، نوعا من الخير المتوسط. فهو مرغوب في ذاته، ولكنه أيضا يوحد كل أفكارنا الأخرى. فحين نلعب، تتيح لنا مواجهتنا مع جمال الاحتمالات ربط انطباعاتنا الحسية بأفكار، وقواعد، وتعريفات أكثر عمومية. ولمزيد من التبسيط لهذه النقطة نقول إن اللعب هو ما يتيح لنا معرفة ما هو أخلاقي. فإذا كنا «هومو سابينز» (بشرا عاقلين)، فهذا فقط لأننا في المقام الأول «هومو لودينز» (أي بشر لاعبون). (7) الترويح والإبداع الفرعي
تعد هذه الرؤية للعب قريبة إلى رؤية تولكين بشكل ظاهري. ففي العديد من كتبه، يقدم تولكين صورا لمعنى أن تكون فنانا. فالفن، كما يشير، هو نوع من اللعب نحاكي فيه أسمى الخلق، الخلق الإلهي. وقد أطلق تولكين على هذه العملية «الإبداع الفرعي».
ثمة مثال لذلك نجده في «السليمارية»، حين يوضح أوليه لإلوفاتار (الإله) لما صنع الأقزام دون علم الأخير. فيصف أوليه إبداعه باعتباره لعبا: «إن صنع الأشياء يتم في قلبي الذي يشكل جزءا من تكويني الذي صنعته أنت، والطفل القليل الفهم الذي يصنع لعبة من أفعال أبيه قد يفعل ذلك دون أدنى تفكير في سخرية أو استهزاء، ولكن لأنه ابن أبيه.»
32
إن تولكين لم يكتب قصصه عن الأرض الوسطى من أجل الربح بقدر ما كتبها من أجل الترويح، أو حسبما جاء على لسانه، الإبداع الفرعي؛ ذلك العمل الإبداعي الهزلي لفنان يقلد الإله. (8) حدود اللعب
غير أن تولكين يذكرنا بأن اللعب له حدوده. على سبيل المثال، يشير الاستشهاد المذكور أعلاه من «السليمارية» إلى أنه ليس كل اللعب متساويا. فأوليه يدرك أنه لو كان سيتهكم على إلوفاتار في لعبه، لكان ذلك سببا في انحدار أوليه نفسه والحط منه، ولاستحق التوبيخ. تذكر ما قاله أرسطو: اللعب مهم، ولكنه يهدف لإعدادنا لكي نكون جادين.
وقد اتفق إيمانويل كانط (1724-1804) مع هذا الرأي.
33
فاللعب، حسبما قال، يدرب مهاراتنا، ولكن بدون العمل والانضباط لن نكتسب أية مهارات أو ننمي عقولنا أبدا. وحذر كانط من أن اللعب يحوي بين طياته مخاطر أيضا، لا سيما في الطريقة التي نتعامل بها مع الآخرين حين نلعب. فحين نلعب، لا يجب أن نعامل الآخرين كلعب، بل إن كانط قال إن منح الأطفال الأشياء التي يريدونها لا يفسدهم؛ فالطريقة الوحيدة لإفساد طفل هي أن يعامل الوالد الطفل كلعبة يلعب بها. وقد أشار كانط إلى أن هذا يعد إخفاقا في احترام الشخص الذي يصبح عليه الطفل.
صفحه نامشخص