حکمت غرب
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
ژانرها
Claudius ، الذي كانت شخصيته ضعيفة، ورضخ لرغبة زوجته ميسالينا
Messalina
حين طلبت إليه أن ينفي سنكا عام 41 ميلادية. ويبدو أن سنكا، الذي كان عندئذ عضوا في مجلس الشيوخ، قد مارس قدرا زائدا من الحرية في انتقاد سلوك الإمبراطورة التي كانت بدورها تسلك في حياتها بطريقة أكثر تحررا مما ينبغي، والتي انتهت حياتها على أية حالة نهاية مفاجئة بعد بضع سنوات، وتزوج كلاوديوس بعدها من أجريينا
Agrippina
التي أنجبت له نيرون. وفي عام 48 ميلادية استدعي سنكا من منفاه في كورسيكا؛ لكي يتولى تربية وريث العرش الإمبراطوري. غير أن الأمير الروماني لم يكن يبشر بأي خير بالنسبة إلى الجهود التربوية التي بذلها الفيلسوف الرواقي. ومع ذلك فإن سنكا ذاته كان بعيدا كل البعد عن نوع الحياة المتوقع من شخص يعظ الناس بالأخلاق الرواقية، فقد جمع ثروة طائلة اكتسب معظمها عن طريق إقراض النقود إلى سكان بريطانيا بأرباح ضخمة. ومن الجائز أن هذا كان أحد أسباب التذمر الذي أدى إلى التمرد في الولاية البريطانية، ولكن البريطانيين - ولله الحمد - يحتاجون الآن، لكي تتولد لديهم عقلية ثورية، إلى ما هو أكثر من أسعار فائدة عالية. وعندما أصبح نيرون أكثر استبدادا وجنونا عاد إلى اضطهاد سنكا مرة أخرى، وفي النهاية طلب إليه أن ينتحر بدلا من أن توقع عليه عقوبة الإعدام، ففعل ذلك بالطريقة التي كانت سائدة في ذلك الحين، وهي قطع شرايينه. وهكذا يمكن القول إن طريقة موته كانت متمشية مع فلسفته، على الرغم من أن حماته لم تكن في عمومها متسمة بالطابع الرواقي.
أما إبكتيتوس فكان يونانيا، ولد حوالي عام 60 ميلادية، ويذكرنا اسمه ذاته بأنه كان عبدا؛ لأن معنى الاسم هو الشخص المقتنى. ولقد ترك فيه سوء المعاملة الذي تعرض له خلال سنواته الأولى آثارا دائمة هي رجل عرجاء، واعتلال عام في صحته.
وعندما اكتسب إبكتيتوس حريته، بدأ يقوم بالتدريس في روما حتى عام 90 ميلادية، حين طرده دوميتيان
Domitian ، ومعه رواقيون آخرون؛ لأنهم كانوا ينتقدون حكم الإمبراطور الإرهابي، ويشكلون قوة معنوية تقف في وجه العرش الإمبراطوري، وقضى سنوات حياته الأخيرة في نيكوبوليس
Nicopolis
في الشمال الغربي لليونان، حيث توفي حوالي عام 100 ميلادية، وبفضل تلميذه أريان
صفحه نامشخص