حکمت متعالیه
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
1981 م
الغريزية خارجه لكانت الغريبة تفعل فعل الغريزية.
أقول يلزم على ما ذكره ان يكون الشئ عند انكساره وضعفه تفعل أفعالا لا تقوى على شئ منها عند كماله وشدته.
وأيضا الفرق حاصل بين عدم انفعال الشئ عن المفسد المضر وبين ان يدفع ضرره الحاصل فالحار الغريزي يدفع عن البدن الحرارة الغريبة التي وردت البدن وأمرضتها زمانا ولا شك ان الحرارة الأسطقسية التي في البدن تشتد بورود حراره أخرى غريبه كمن يحترق بدنه بالنار أو يتسخن بالأهوية الحرورية أو بالحميات فالتي تقاوم هذه الأشياء المقوية لهذه الحرارة وتدفعها عن البدن وتعالجه وتعيده إلى الصحة والسلامة بعد اشراقه على الافتراق والفساد ما هي أهذه الأفاعيل تصدر عن النارية التي هي مكسورة مقهورة على تقدير وجودها وعدم انخلاعها كسائر الصور الأسطقسية كما هو المذهب المنصور أم هي صادره عن لا شئ أو عن البرودة التي لا فعل لها الا القعود والسكون أو عن النفس والنفس لا يعقل الا بواسطة القوى والكيفيات فما أبعد عن الحق قول من نسب التنمية والتغذية والتوليد بما في كل منها من الترتيبات والتشبيهات والتعديلات إلى الحرارة التي شانها الاحراق والتفريق.
وأيضا الحار الأسطقسي كباقي الأسطقسات بطبايعها متداعية إلى الانفكاك مجبورة بالقسر على الالتيام فالذي يجبرها على الالتيام ويحفظها عن التفريق هو الحار الغريزي باستخدام النفس أو الطبيعة إياه إذ قد ثبت في موضعه ان هذه الأفاعيل الطبيعية لا يتم الا بشئ من هذه الكيفيات الأربع سيما الحرارة ومن نظر حق النظر يعلم أن نسبه الحرارة إلى الطبيعة كنسبة الميل إلى القوى المحركة فكما ان طبيعة النار حاره الجوهر كما أن مفيد الوجود وجودي الجوهر فكذلك مبدء الحرارة الغريزية نفسا كان أو طبعا طبيعة فلكية أو عنصرية يجب ان يكون حار الذات بذاته لا بحرارة زائدة بل ذاته بذاته حراره وحارة الا ان تلك الحرارة نوع آخر أعلى وأشرف من هذه الحرارات وذاته بالحقيقة نار أخرى اجل من هذه النيرانات وهي محيطه بهذه لا إحاطة وضعية فقط كإحاطة السماء بكرة الأثير بل إحاطة قهرية عليه غير محسوسة بهذه الحواس فالطبيعة والنفس عندنا
صفحه ۷۲