حکمت متعالیه
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
1981 م
الحرارة أو يمنعها عن التخليل فليس بحار.
واختلفوا في أن الحرارة الغريزية التي بها قوام الحياة في الحيوان والنبات هل هي مخالفه بالنوع للحرارة الخارجية أم لا.
قال الشيخ في القانون الحار الخارجي إذا حاول ان يبطل الاعتدال فان الحار الغريزي أشد الأشياء مقاومة له حتى أن السموم الحارة لا يدفعها الا الحرارة الغريزية فإنها آله للطبيعة تدفع ضرر الحار الوارد بتحريك الروح إلى دفعه ويدفع ضرر البارد الوارد بالضمادة وليس هذه الخاصية للبرودة فإنها انما تنازع وتعاوق الحار الوارد بالمضادة فقط ولا تنازع البارد الوارد فالحرارة الغريزية هي التي تحمى الرطوبات الغريزية عن أن يستولي عليها الحرارات الغريبة فالحرارة الغريزية للقوى كلها والبرودة منافيه لها ولذلك يقال حراره غريزية ولا يقال برودة غريزية وحكى في حيوان الشفاء عن المعلم الأول أنه قال الحرارة المعنوية التي بها يقبل البدن علاقة النفس ليس من جنس الحار الأسطقسي الناري بل من جنس الحار الذي يفيض عن الأجرام السماوية فان المزاج المعتدل بوجه ما مناسب لجوهر السماء لأنه منبعث عنه وفرق بين الحار السماوي والحار الأسطقسي واعتبر ذلك بتأثير حر الشمس في عين الأعشى دون حر النار فتلك الحرارة تتبعها الحياة التي لا تتبع النارية وبسببها صار الروح جسما إلهيا نسبته من المنى والأعضاء نسبه العقل من القوى النفسانية فالعقل أفضل المجردات والروح أفضل الأجسام.
وزعم الإمام الرازي انها هي النارية فان النار إذا خالطت سائر العناصر أفادت حرارتها للمركب طبخا واعتدالا وقواما لتوسطها بانكسار سورتها عند تفاعل العناصر بين الكثرة المفضية إلى ابطال القوام والقلة العاجزة عن الطبخ الموجب للاعتدال فتلك الحرارة هي المسماة بالحرارة الغريزية وانما تدفع حر الغريب لان الحر الغريب يحاول التفريق وتلك الحرارة أفادت من النضج والطبخ ما يعسر عنده على الغريبة تفريق تلك الأجزاء فلهذا السبب يدفع الحرارة الغريزية الحرارة الغريبة فالتفاوت بين الحرارتين ليس في المهية بل في الدخول والخروج حتى لو توهمنا الغريبة جزء و
صفحه ۷۱