وأوافق ليعهد إلي بمهمة أيا تكن.
وأمضي لأوزع أوراقا على أصحاب الحوانيت والمارة، يتناولونها بدهشة، يلقون عليها نظرة سريعة، يبتسمون ثم يواصلون العمل أو المشي .
وأرجع إليه عند رأس الحارة فيسألني: مبسوط؟
أعرب له عن سروري الذي لا حد له فيقول محذرا: إياك أن تخبر عمي أو امرأة عمي.
ولا أعلم أنني كنت أوزع منشورات سياسية إلا بعد مرور فترة غير قصيرة.
الحكاية رقم «14»
يبدأ هذا اليوم بمظاهرة هزلية، من عجب أنهم يهزلون في الفترات القصيرة التي تفصل بين المصادمات الدامية، ها هي مظاهرة ضخمة تسوق في مقدمتها حمارا بقماش أبيض نقش عليه بالأحمر: «السلطان فؤاد».
ابن بلد يمتطي الحمار واضعا على رأسه قبعة بريطانية، والهدير يصطخب:
يا فؤاد يا وش القملة
من قالك تعمل دي العملة
صفحه نامشخص