ولما شعر الحاج علي بدنو الأجل استدعى إليه أكبر أبنائه، وقال له: لقد رأيت حلما.
فرمقه الابن بعطف واستطلاع فقال الحاج: آن لي أن أزيح عن صدري جبل الهم الأكبر.
فسأله ابنه: ما الحلم؟ وما الهم الأكبر؟
فاستغفر الحاج ربه وقال: بخلاف الظاهر يا بني كانت حياتي مريرة! - لم يا أطيب الناس؟
فقال الحاج وهو يتنفس بمشقة: أريد أن أحدثك عن آل مهران. - إنهم أناس يأخذون منك أكثر مما يستحقون، بل الحق أنهم لا يستحقون إلا العقاب.
فأسبل الحاج جفنيه وقال: إنهم يستحقون كل ما نملك!
ثم اعترف الحاج لابنه بأنه كان شريكا لمهران الأب في شبابه الأول، وأن الوفاة حضرت الرجل وهما في سفر ، فسرق ماله. - المال الذي استثمرته فصرنا به إلى ما نحن فيه وصار آل مهران بفقده إلى ما هم فيه.
قال الابن باضطراب: إنك لا تعني ما تقول يا أبي. - إنها الحقيقة بلا زيادة ولا نقصان.
وغمرهما صمت مشحون بالقلق والاختناق، حتى قال الحاج: كانت الحياة مريرة، أريد أن أجنبك اللعنة، أريد أن يرد المال لأصحابه.
فتساءل الابن محتجا: هل نعترف بأننا لصوص؟!
صفحه نامشخص