وبمشقة استطاع أن يتملص من قبضة وأمكنه أن يحرك عنقه، وأن يرى الضوء.
وجر جرا من تحت الفراش.
وقف مترنحا في الحجرة ينظر في الوجوه المحدقة به بذهول.
وقال شيخ الحارة لضابط النقطة: هذا ابن عيشة .. نشال يا فندم.
فقال الضابط: أخيرا تعلم كيف يقتل.
وقبض عليه.
ولكن التحقيق لم يسفر عن إدانته بتهمة قتل ست ماشاالله وعشيقها، ثم قبض على القاتل في أثناء التحقيق.
وكان ابن عيشة يحكي قصته مرة كل ساعة، وقد أصابه لطف في آخر أيامه، وكان يقال إن الدروشة هبطت عليه تحت فراش ست ماشاالله.
الحكاية رقم «62»
كان الحاج علي الخلفاوي من أغنياء حارتنا، عرف بالطيبة والصلاح أكثر مما عرف بالثراء، يعطف على المظلومين، ويعين الفقراء، ويبر ذوي القربى، ومع الأيام ازداد ورعا وتقوى ورحمة، ولكنه خص آل مهران برعاية شاملة لم يظفر بمثلها أحد ممن يظلهم عطفه، وكان آل مهران قوما فقراء، وبسبب الفقر انحرف كثيرون منهم فتورطوا في الجنح والجرائم واشتهروا بالعنف والبلطجة.
صفحه نامشخص