حكاية بلا بداية ولا نهاية

نجیب محفوظ d. 1427 AH
98

حكاية بلا بداية ولا نهاية

حكاية بلا بداية ولا نهاية

ژانرها

فابتسم الشاب قائلا: لا أظن الأمر كذلك.

وسأله الكهل: ماذا يقول الناس عنه أيضا؟ - يقال: إنه كان ضمن وفد دعي إلى زيارة الجبهة ومعسكرات اللاجئين. - حقا! .. لعل أعصابه اهتزت فوق ما يحتمل. - لكنه لم يفقد توازنه قط وإلا لقتل الناس بالعشرات! - أطلق النار وهو في كامل وعيه؟ - وكامل عقله! - يا له من حادث غامض!

وقالت الفتاة: كم أود أن أراه!

فقال الكهل: سترينه في جرائد الغد، كذلك تجري الأمور منذ قديم!

ثم التفت إلى الشاب وهو يقول كأنما يقدم له نفسه: أنا أيضا ولعت يوما بإطلاق النار!

ثم بنبرة اعتزاز: ولكن الرصاص انصب على الأعداء!

فقال الشاب بامتعاض: يقال: إن صاحب البندقية المجهول هتف قبل أن يختفي «ليستقر الرصاص في قلب العدو الأكبر.»

فقال الكهل في حيرة: حتى القتل أصبح غامضا رغم أنه أوضح فعل في الوجود! - ليس ثمة غموض ألبتة.

فتساءل الكهل بغيظ: أكان العدو الأكبر يسير فوق رءوس المارة؟ - أو خلفهم أو أمامهم أو تحت أرجلهم!

فقالت الفتاة بانفعال: واضح أو غامض، لا يهم، كم أنه جميل أن يطوف إنسان بالجبهة وبمعسكرات اللاجئين ثم يصعد إلى برج القاهرة ليطلق النار في جميع الجهات!

صفحه نامشخص