فابتسم الشاب قائلا: لا أظن الأمر كذلك.
وسأله الكهل: ماذا يقول الناس عنه أيضا؟ - يقال: إنه كان ضمن وفد دعي إلى زيارة الجبهة ومعسكرات اللاجئين. - حقا! .. لعل أعصابه اهتزت فوق ما يحتمل. - لكنه لم يفقد توازنه قط وإلا لقتل الناس بالعشرات! - أطلق النار وهو في كامل وعيه؟ - وكامل عقله! - يا له من حادث غامض!
وقالت الفتاة: كم أود أن أراه!
فقال الكهل: سترينه في جرائد الغد، كذلك تجري الأمور منذ قديم!
ثم التفت إلى الشاب وهو يقول كأنما يقدم له نفسه: أنا أيضا ولعت يوما بإطلاق النار!
ثم بنبرة اعتزاز: ولكن الرصاص انصب على الأعداء!
فقال الشاب بامتعاض: يقال: إن صاحب البندقية المجهول هتف قبل أن يختفي «ليستقر الرصاص في قلب العدو الأكبر.»
فقال الكهل في حيرة: حتى القتل أصبح غامضا رغم أنه أوضح فعل في الوجود! - ليس ثمة غموض ألبتة.
فتساءل الكهل بغيظ: أكان العدو الأكبر يسير فوق رءوس المارة؟ - أو خلفهم أو أمامهم أو تحت أرجلهم!
فقالت الفتاة بانفعال: واضح أو غامض، لا يهم، كم أنه جميل أن يطوف إنسان بالجبهة وبمعسكرات اللاجئين ثم يصعد إلى برج القاهرة ليطلق النار في جميع الجهات!
صفحه نامشخص