فقال الكهل برجاء: انتظري، يحسن بك ألا تسيري وحدك في الطرقات الخالية في هذه الساعة من الأصيل! - وإذا بالشاب الغريب يقول: ليست الطرقات بالخالية!
فرماه الكهل بنظرة مغيظة متسائلة فقال الشاب: جميع الطرقات مطوقة برجال الشرطة!
فتحول غيظ الكهل إلى دهشة وسأله: لم؟
فسأله الشاب بدوره: ألم تسمعوا طلقات الرصاص؟ - بلى، منذ وقت غير قصير، ظننته تدريبا عسكريا. - لم يكن تدريبا عسكريا.
فسألته الفتاة: أكان غارة جوية؟ - لم يكن غارة جوية.
فسأله الكهل: هل بلغتك عنه أنباء صادقة؟
فهز الشاب رأسه بالإيجاب، وأجاب النظرات المتسائلة قائلا: صعد شخص إلى قمة البرج وأطلق الرصاص من بندقية سريعة الطلقات. - ما هويته؟ - لا يدري أحد. - وما الهدف الذي أطلق عليه الرصاص؟ - أطلقه على كافة الجهات، على جميع الناس! - يا للخبر ، وكم عدد الضحايا؟ - لم يصب أحد! - غير معقول. - يبدو أنه أراد أن يطلق الرصاص لا أن يصيب أحدا! - حادث غامض. - إنه لكذلك. - هيهات أن يثبت عدم الشروع في القتل. - ذاك واضح، ولكن ربما صفحته خالية من السوابق!
فقال الكهل باستياء: ليس خلو الصفحة من السوابق بالشهادة الطيبة دائما، ولا العكس بالصحيح. - قول لا يخلو من حكمة. - أهنئك على حسن إدراكك. - شكرا. - لكن لنعد إلى مطلق الرصاص، لعله مجنون؟ - كلا. - إنك تتحدث عنه بيقين! - بل أردد ما تناقله الناس في الطرق. - ولكن لم يطلق النار في جميع الجهات دون أن يقصد إصابة أحد! - ذاك بعض السر الذي يسعى وراءه رجال الشرطة.
فقالت الفتاة: لعله مجنون بالشهرة. - لا يبدو كذلك.
فعادت تقول: لعله كان في حاجة ملحة إلى الترفيه!
صفحه نامشخص