هدایت راغبین
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
ژانرها
والقصد بهذا كله الإشارة إلى مخالفة الأمة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فيما أمر به من محبة عترته الطاهرة، والتمسك بموالاتهم باطنة وظاهره.
وخلاصة الأمر أن فقهاء الأمة المنتسبة إليهم المذاهب الأربعة كانوا خالصين من هذه المحن العظيمة، وسالمين من هذه النوائب الجسيمة، فتوفرت علومهم وكثرت أتباعهم، وتفرغ كل إمام من هؤلاء الأئمة الأربعة لنشر العلم والتصنيف، وإفادة أهل هذا الدين الحنيف.
وأئمة العترة على ما نزل بهم من الامتحان مشغولون بجهاد أعداء الرحمن، وباذلون لأنفسهم الكريمة في حماية حوزة الإيمان، ولهم مع هذه المرتبة الشريفة، والخصائص اللطيفة، من التفنن في العلوم والتبقر في المسموع منها والمفهوم، ما برزوا فيه إلى غاية الاجتهاد، وجمعوا في الفصل بين العلوم والجهاد، وصنفوا وحققوا، وأوغلوا ودققوا، فعلومهم بحمد الله صافية المشارب، مشهورة إلى المشارق والمغارب، ولولا ما خصهم الله به من هذه الفضيلة، تصديقا لما ورد عن صاحب الحوض والوسيلة؛ لكانت علومهم لما جرى عليهم من المحن مطموسة، وتصانيفهم لما خصوا به من البلاء مرموسة، فكان بقاءهم وبقاء علومهم من أعلام المعجزات النبوية؛ لأنها تواردت الروايات بأنهم لا يفارقون القرآن حتى يردوا عليه الدار الأخروية.
صفحه ۱۱۹