115

هدایت گمراهان در پاسخ به یهودیان و مسیحیان

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

پژوهشگر

محمد أحمد الحاج

ناشر

دار القلم- دار الشامية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٦هـ - ١٩٩٦م

محل انتشار

جدة - السعودية

تَعَالَى: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ. أَيْ: مَجِيئُهُ تَصْدِيقٌ لِلرُّسُلِ قَبْلَهُ، فَإِنَّهُمْ أَخْبَرُوا بِمَجِيئِهِ فَجَاءَ كَمَا أَخْبَرُوا بِهِ، فَتَضَمَّنُ مَجِيئُهُ تَصْدِيقَهُمْ، ثُمَّ شَهِدَ هُوَ بِصِدْقِهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِقَوْلِهِ وَمَجِيئِهِ.
وَمُحَمَّدٌ ﷺ بَعَثَهُ اللَّهُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَمَا قَالَ: ﷺ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ عَلَا صَوْتُهُ وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، وَقَالَ: أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ.
فَأَخْبَرَ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي تَأْتِي فِي الْمُسْتَقْبَلِ بِمَا لَمْ يَأْتِ بِهِ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَا نَعَتَهُ بِهِ الْمَسِيحُ حَيْثُ قَالَ: إِنَّهُ يُخْبِرُكُمْ بِكُلِّ مَا يَأْتِي، وَلَا يُوجِدُ مِثْلُ هَذَا أَصْلًا عَنْ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَ مُحَمَّدٍ ﷺ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يُوجَدَ فِي شَيْءٍ أُنْزِلَ عَلَى قَلْبِ بَعْضِ الْحَوَارِيِّينَ. وَأَيْضًا فَإِنَّهُ قَالَ: وَيُعَرِّفُكُمْ جَمِيعَ مَا لِلرَّبِّ.
فَبَيَّنَ أَنَّهُ يُعَرِّفُ النَّاسَ جَمِيعَ مَا لِلَّهِ، وَذَلِكَ يَتَنَاوَلُ مَا لِلَّهِ مِنَ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، وَمَا لَهُ مِنَ الْحُقُوقِ، وَمَا يَجِبُ مِنَ الْإِيمَانِ بِهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، بِحَيْثُ يَكُونُ مَا يَأْتِي بِهِ جَامِعًا لِمَا يَسْتَحِقُّهُ الرَّبُّ ﷾، وَهَذَا لَمْ يَأْتِ بِهِ غَيْرُ مُحَمَّدٍ ﷺ، فَإِنَّهُ تَضَمَّنَ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ.
هَذَا كُلُّهُ، وَأَيْضًا فَإِنَّ الْمَسِيحَ قَالَ: إِذَا جَاءَ الْبَارَقْلِيطُ الَّذِي أَرْسَلَهُ أَبِي فَهُوَ يَشْهَدُ لِي أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ هَذَا حَتَّى إِذَا كَانَ تُؤْمِنُوا بِهِ.
فَأَخْبَرَ أَنَّهُ شَهِدَ لَهُ، وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيِّ بَشَّرَ بِهِ الْمَسِيحُ، وَيَشْهَدُ لِلْمَسِيحِ، كَمَا قَالَ

1 / 331