هداية المتعبد السالك
هداية المتعبد السالك
ژانرها
فينبغي للإنسان الكامل المبادرة عند طرو ما اقترف من الإساءة أن يخلع ثوب القذر، ويتمثل بين يدي ذي العزة ويتحلى بلباس الإجلال والمهابة والتذكر، فيبصر قبح الإساءة فيسرع بالإنابة والرجوع إلى الرقيب { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }. ( وشروط التوبة: الندم على ما فات، والنية أن لا يعود إلى الذنب فيما بقي من عمره، وأن يترك المعصية في ساعتها إن كان متلبسا بها، ولا يجل له أن يؤخر التوبة ولا يقول حتى يهديني الله، فإنه من علامة الشقاء والخذلان وطمس البصيرة ) لما ذكر أن التوبة والإنابة والرجوع إلى الله مما اقترف من السيئات من الواجب على المكلف فعله، لا يتحقق ذلك ولا يحصل في خارج العيان إلا بمعدات تتقوم بها هوية المتوبة، يجعلها بعضهم أركانا ويجعلها بعضهم شرطا، كمصنفنا، أخذ يبين ذلك على جهة الشرطية فقال: ( وشروط.. ) الخ. فمن شروط التوبة أن تألم نفس الفاعل وتحزن من جرم وقبح ما فعل، ومنها نية عدم العود إلى الذنب مرة ثانية والندم على ما فات، ومنها أن ينخلع عن
صفحه ۸