وقال - أيضا -: إنكاره أن يكون الرحل الأثاث والمتاع سهو؛ قال أهل اللغة: الرحل رحل البعير، والرحل الأثاث والمتاع، وعليه فسر بيت "متمم بن نويرة":
(كريم الثنا حلو الشمائل ماجد ... صبور على الضراء مشترك الرحل)
قالوا: الرحل هنا المتاع والأثاث مثله قول الآخر:
(ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتى نعله ألقاها)
قالوا: رحله أثاثه وقماشه، والتقدير ألقى قماشه وأثاثه حتى ألقى نعله مع جملة أثاثه، وإنما قدره بذلك ليصح كون ما بعد حتى في هذا الموضع جزءا مما قبله، فلا بد من تقديره: ألفة أثاثه وقماشه حتى نعله، ومثله أنشده ابن الأعرابي في بخيل يسمح بمال غيره:
(سبط اليدين بما في رحل صاحبه ... جعد اليدين لما في رحله قطط)
وعلى ذلك فسر قوله تعالى فيما حكاه عن إخوة "يوسف" ﴿قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه﴾ [يوسف: ٧٥]، بدليل قوله: ﴿ثم استخرجها من وعاء أخيه﴾ [يوسف: ٧٦] ووعاؤه من جملة أثاثه.
(٥٨) حول المقولة الخامسة والسبعين. سأب وسألة
قوله: من الرجال سائل ومن النساء سائلة، والصواب أن يقال: سأل وسألة.
قال "محمد" قال الله سبحانه: ﴿وأما السائل فلا تنهز﴾ [الضحى: ١٠]، وقال رسول
1 / 775