قوله: «أهل الوبر» بفتح الواو والباء الموحدة أي ليسوا من أهل المدر، لأن العرب تعبر عن الحضر بأهل المدر وعن أهل البادية بأهل الوبر، واستشكل بعضهم ذكر الوبر بعد ذكر الخيل وقال: إن الخيل لا وبر لها، ولا إشكال لأن المراد ما بينته.
قوله: «والسكينة تطلق على الطمأنينة والسكون والوقار والتواضع» قال ابن خالويه: لا نظير لها، أي في وزنها إلا قولهم: (على فلان ضريبة) أي خراج معلوم.<1/80> وإنما خص أهل الغنم بذلك لأنهم غالبا دون أهل الإبل في التوسع والكثرة وهما من سبب الفخر والخيلاء. وقيل: أراد بأهل الغنم أهل اليمن لأن غالب مواشيهم الغنم، انتهى كلام العلقمي.
ولكن قوله: (والفخر) بفتح الخاء المعجمة في الاقتصار عليه قصور فإن فيه لغتين، قال في الصحاح: الفخر الافتخار وعد القديم، وكذلك الفخر كمثل نهر ونهر، إلى آخره.
قوله: «فقد باء بالكفر أحدهما» أي رجع به، (والبادي أظلم). الظاهر أن أفعل ليس على بابه، والمراد: (والبادي بقوله يا كافر هو الظالم) لأنه هو الذي يبرأ منه دون الثاني.
قال في القواعد: وأما إن قال له: (زان) فقال له: (أنت الزاني) فإنه يبرأ منهما جميعا، وسواء في هذا كانا متوليين، أو أحدهما متولى والآخر من أهل الجملة إلى آخره". أقول: وكذلك إن كان من أهل البراءة فإنه لا يجوز الرمي بالزنا مطلقا، وكذلك كبيرة الشرك على هذا الحال، لأنهم يقولون: (ارم الفاسق بما شئت) أي قل بما شئت مما هو فيه إلا الشرك والزنا كما هو معلوم، والله أعلم.
صفحه ۸۱