<1/79> قوله: _«رأس الكفر نحو المشرق» إلى آخره، قال العلقمي: في رواية: (قبل المشرق) وهو بكسر القاف وفتح الموحدة أي جهته أي معظمه وشدته، وفي ذلك إشارة إلى شدة كفر المجوس؛ لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة للمدينة، وكانوا في غاية القوة والتكبر والتجبر، حتى مزق ملكهم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم واستمرت الفتن من قبل المشرق. قال شيخنا: قال الباجي: يحتمل أن يريد فارس، وأن يريد أهل نجد، قوله: "رأس الكفر نحو المشرق" قال شيخنا قال الزركشي: بنصب لأنه ظرف وهو خبر نحو: (زيد خلفك).
قوله: «والفخر» بفتح الخاء المعجمة، قال في النهاية: الفخر ادعاء العظم والكبر والشرف، انتهى. ومنه الإعجاب بالنفس.
قوله: «والخيلاء» بضم المعجمة وفتح التحتية والمد: كبر واحتقار الغير.
قوله: «الفدادين» بتشديد الدال عند الأكثر، وحكى أبو عبيدة عن أبي عمرو الشيباني أنه خففها، وقال إنه جمع: (فدان) والمراد به البقر التي يحرث عليها، وقال الخطابي: (الفدان) آلة الحرث والسكة. فعلى الأول: (فالفدادون) جمع فداد وهو من يعلو صوته في إبله وخيله وحرثه ونحو ذلك، (والفديد) الصوت الشديد. وحكى الأخفش ووهاه: أن المراد بالفدادين من يسكن الفدافد جمع: (فدد) وهي البراري والصحاري وهو بعيد، وحكى أبو عبيدة معمر بن المثنى أن الفدادين هم أصحاب الإبل الكثيرة من المائتين إلى الألف، وعلى ما حكاه أبو عمرو الشيباني من التخفيف فالمراد أصحاب الفدادين على حذف مضاف، ويؤيد الأول أن في رواية أخرى وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل، وقال أبو العباس: (الفدادون) هم الرعاة والحمالون، وقال الخطابي: إنما يذم هؤلاء لاشتغالهم بمعالجة ما هم فيه عن أمور دينهم، وذلك يفضي إلى قسوة القلب.
صفحه ۸۰