قوله: «وقس بن ساعدة» قال المرزباني: عاش ثلاثمائة سنة وثمانين سنة. وكثير من أهل العلم يذكر أنه عاش ستمائة سنة، وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم حكمته، وهو أول من آمن بالبعث من أهل الجاهلية ، وأول من اتكأ على عصا في الخطبة، وأول من قال: (أما بعد)، وأول من كتب من فلان إلى فلان، وقد جاء أنه خطب الناس بعكاظ وبشرهم ببعث النبي صلى الله عليه وسلم ، وحثهم على اتباعه وذلك قبل المبعث، إلى آخر ما أطال فيه العلقمي عند قوله : "رحم الله قسا كأني أنظر إليه على جمل أورق".
وقول الشارح رحمه الله: "والرابع غاب عني" هو عامر بن الظرب العدوي كما نص عليه صاحب الكشف والبيان من كتب أصحابنا المشارقة، وذكر أن له وصية كبيرة وموعظة حسنة، أقول لكن في كلام الشارح رحمه الله تأمل في قوله رواية عن شيخه رحمه الله (وهي مم بإسقاط الألف) إلى آخره فإنه هكذا فيما رأيناه من النسخ، وليس بظاهر بل الصواب ترك هذا التصحيح وإثبات الألف <1/78> لتكون ما موصولة، وكأنهما رحمهما الله توهما أن: (ما) استفهامية وليس كذلك بل هي موصولة، والاستفهام مستفاد من الهمزة وجل من لا يسهو.
قوله: «والله ما دنوت من الأصنام حتى أكرمني الله بالنبوة» قال شارح العدل رحمه الله: يحتمل الماضي والاستقبال يعني يحتمل أنه ما دنا منها قبل ذلك ولا بعده، ويحتمل أنه ما دنا منها بعد ذلك فقط، والله أعلم.
قوله: __«ومعي زيد بن حارثة» رضي الله عنه، هو عتيق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو المراد في قوله عز وجل: {فلما قضىا زيد منها وطرا}الآية [الأحزاب:37]، وكان من أدعياء النبي .
صفحه ۷۸