ثم قال: وزيد بن عمرو يعني ابن نفيل وهو ابن عم عمر رضي الله عنه، وعمرو بن نفيل والخطاب بن نفيل أخوان، وحديثه وقصته مذكورة في سيرة ابن إسحاق، إلى أن قال: وحديثه الذي استشهد به الشيخ رضي الله عنه مذكور في المسند. ويقال: أدركت النبوة من العرب أربعة على الإسلام دون سائرهم: زيد بن عمرو هذا، وقس بن ساعدة الإيادي، وورقة بن نوفل، والرابع غاب عني، إلى أن قال: <1/77> وكذلك حديث زيد بن عمرو ليس فيه قاطع إلا تلويحات لا تقنع الباحث ولا تبرد غلة المتعطش، مثل قوله: إن كان زيد بن عمرو لأول من عاب على عبادة الأصنام والدنو منها، فليس في هذا ما يقطع به على أنه عبدها، فمن أجل ذلك عيبها عليه، ولا ما يقطع به أنه لم يعبدها، وإنما عيبها من أجل عبادة قومه لها دونه، فاللفظ محتمل الوجهين.
قوله: «أنتم تذبحون على أصنامكم» فيه ثلاث روايات: إحداها: (إنما تذبحون) بلفظ الحصر، أي ليست لكم ذبيحة محللة حيث ذبائحكم كلها للأصنام، والثانية: إما على الاستفهام والاستخبار عنها، فكأنه توهم أنه ثم ذبائح أخر تذبح لله عز وجل وهي محللة الأكل، والثالثة: كان شيخنا يرويها ويصلحها في النسخ وهي: (مم) بإسقاط الألف لتحقيق الاستفهام فرقا بينه وبين الخبر، كقوله عز وجل: {عم يتساءلون}[النبإ:1] وقوله: {قالوا فيم كنتم}[النساء:97]، وأما رواية الشيخ: (إن كان مما تذبحون على أصنامكم) فليست عندنا ولم تقع في المسند، فإن كانت فمن رواية غيرنا، والله أعلم، وليس في جميع ذلك قاطع بالنفي ولا بالإثبات.
و"السفرة" وعاء من جلد يبسط ويمد ويطرح فيه الطعام فيحفظ ويضم ويجمع إلى آخره، فليراجع.
صفحه ۷۷