قوله: «ستفترق أمتي، إلى آخره» هذه قطعة من حديث مشهور في كثير من كتب أصحابنا وغيرهم، ولعله اقتصر عليها لكونه بصدد بيان حال هذه الأمة. ونصه كما في السؤالات وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بلوت اليهود فوجدتهم قد كذبوا على أخي موسى، وافترقوا على إحدى وسبعين فرقة وكلها إلى النار ما خلا واحدة ناجية"، قال الله تعالى: {ومن قوم موسىآ أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} [الأعراف:159]،"وبلوت النصارى فوجدتهم قد كذبوا على أخي عيسى وافترقوا على اثنتين وسبعين فرقة كلها إلى النار ما خلا واحدة ناجية"، قال الله تعالى: {ولتجدن أقربهم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى} الآية[المائدة:82] "وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها إلى النار ما خلا واحدة ناجية وكلهم يدعي تلك الواحدة"، قال الشيخ رضي الله: عنه عشرون منها في المرجئة، وأربع وعشرون في الشيعة، واثنتا عشرة في المعتزلة، وسبع عشرة في المحكمة. وقد نظم شيخنا ذلك في بيت وقال:
وكذا شيعي ومحكم يز ... وكاف مرجي ويب مغتزي.
وقد نقلت في المعالم ذكر الفرق وبيان أسمائها واعتقاداتها، فليراجع".
<1/49> قوله: «ما خلا واحدة ناجية إلخ» هذه الواحدة الناجية هي ما عليه أهل الدعوة، نفعنا الله ببركاتهم وأماتنا على الوفاء بمذهبهم في القول والعمل.
قال في السؤالات: "وعلينا التمسك بديننا، وعلينا أن نعلم أن كل مايفتيه المفتي من المسائل التي لا يسع جهلها حق، مثل أبي عبيدة والربيع ووائل وغيرهم رحمهم الله، وعلينا أن نعلم أن ديننا حق وعدل وصواب، وخلافه جور ومكر وظلم، والدليل عليه الكتاب والسنة والإجماع والعبرة أي النظر، فمن السنة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من شق عصا المسلمين بعد إسلام دامج فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه".
صفحه ۴۹