قال الأصمعي: يقال: رجع بأفوق ناصل أي بسهم منكسر لا نصل فيه، أي رجع بحظ ليس بتمام، وأفقت السهم أي وضعت فوقه في الوتر لأرمي به، وأوفقته أيضا، ولا يقال: أفوقته وهو من النوادر، إلى أن قال: والفواق ما بين الحلبتين من الوقت، لأنها تحلب ثم تترك سويعة لمرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب، يقال: (ما أقام عنده إلا فواقا)، وفي الحديث: "العبادة قدر فواق ناقة"، وقوله عز وجل: {ما لها من فواق}[ص:15] يقرأ بالفتح والضم أي مالها من نظرة وراحة وإفاقة، إلى آخره.
<1/43> قوله: «إن من البيان لسحرا» زاد في المواهب: "وإن من العلم جهلا وإن من الشعر حكما"، قال: أما قوله: "من البيان لسحرا" فالرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجة من صاحب الحق فيسحر القول ببيانه فيذهب بالحق.
وأما قوله: "إن من العلم جهلا" فتكلف العالم إلى علمه ما لم يعلم بجهله.
وأما قوله: "إن من الشعر حكما" فهي هذه المواعظ والأمثال التي يتعظ بها الناس، ومفهومه أن بعض الشعر ليس كذلك لأن (من) تبعيضية، وفي البخاري: "إن من الشعر حكمة" أي قولا صادقا مطابقا للحق، وفي هذا الحديث رد على من كره الشعر مطلقا، انتهى.
قوله: «المنطيق» بكسر الميم هو البليغ.
<1/44> الباب السادس
في الأمة يعني في مدحها وبيان حالها
<1/45> يعني في مدحها وبيان حالها،كما يدل عليه قوله: «خير أمتي قوم يأتون من بعدي، إلى آخره» يتأمل هذا مع ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم على ما في الجامع الصغير وغيره من أنه قال: "خير أمتي القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يخلف قوم يحبون السمانة، ويشهدون قبل أن يستشهدوا"
صفحه ۴۳