قوله: «ولو أنه أصاب الحق» يعني لقوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم}[الإسراء:36]. وفي السؤالات ما يدل على الخلاف في هلاكه حيث قال: واختلف العلماء فيمن أفتى مسألة بغير علم فأصاب؛ فقال قوم يهلك في القول والفعل وقال الله عز وجل: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}[الزخرف:86] وقال:{ وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}[الأعراف:33]، إلى أن قال: واستدلوا بقول المشايخ في رجل متول فعل كبيرة قدام نفر ثلاثة ولم يعرفوا ما بلغ به فعله ذلك فتولاه أحدهم، وتبرأ منه أحد منهم على الفعل، ووقف فيه الآخر، قالوا فيهم: إنهم هالكون جميعا، وهو جواب الشيخ هارون ابن أبي عمران لموسى بن سحرين الوسياني رحمة الله عليهما، وقيل: إن من تبرأ منه أخطأ ولا يهلك به، وقال قوم: يهلك في القول ويعصي في الفعل، وقال قوم: يعصي في القول ولا ينبغي له التقدم بالفعل، وقال قوم: لا ينبغي له القول بما لم يعلم، وأما الفعل فلا بأس، وروي عن الشيخ أبي عمرو من كتاب أن الذي لا يجوز أن يقول: علمت أن الله أحل لي هذا الظبي بغير علم وهو لم يعلم أنه حلال له فيعصي بذلك، وإذا قال: إنه حلال لي ولم يعن أن يدعي المعرفة فلا بأس حين أصاب، وكذلك إذا مر به الخنزير فقال هذه الدابة علي حرام، أو علمت أنها حرام علي، وأما إذا تقدم وأخطأ فهو أشد وأبعد من السلامة، والقول أشد من الفعل لأن القول يعدو القائل والفعل لا يعدو إلى غيره، وقال الله عز وجل: {لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت} [المائدة:63]، فقدم القول قبل الفعل، انتهى".
قوله: «تحقرون صلاتكم» أي تستصغرونها. قال في الصحاح: "حقره واحتقره واستحقره: استصغره".
صفحه ۴۱