قال الدميري: ويقرب من هذا ما رواه أبو اليمن الكندي، حدثنا أبو منصور القزاز قال: حدثنا أبو بكر الخطيب، قال: حدثنا الأزهري، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم النحوي، قال: أخبرنا الكريمي قال: حدثنا يزيد بن قرة الدراع يرفعه إلى عمر بن حبيب(1)، قال: حضرت مجلس الرشيد(2) فجرت مسألة المصراة، فتنازع الخصوم فيها، وعلت أصواتهم، فاحتج بعضهم بالحديث الذي رواه أبو هريرة مرفوعا، فرد بعضهم الحديث، وقال: أبو هريرة متهم فيما يرويه، ونحا نحوه الرشيد ونصر قوله.
فقلت: أما الحديث فصحيح، وأبو هريرة صحيح النقل فيما يرويه.
فنظر إلي الرشيد نظر مغضب.
فقمت من المجلس إلى منزلي، فلم يستقر بي الجلوس حتى قيل: صاحب الشرطة بالباب، فدخل علي فقال: أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول، وتحنط وتكفن.
فقلت: اللهم إنك تعلم أني قد دافعت عن صاحب نبيك صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأجللت نبيك أن يطعن على الصحابة فسلمني منه.
صفحه ۶۱