الحكاية الثانية من ملحمة الحرافيش
1
في ظل العدالة الحنون تطوى آلام كثيرة في زوايا النسيان. تزدهر القلوب بالثقة وتمتلئ برحيق الموت. ويسعد بالألحان من لا يفقه لها معنى، ولكن هل يتوارى الضياء والسماء صافية؟
2
لأول مرة تستيقظ فلة فلا ترى عاشور جنبها يغط في نومه. قلقت عيناها المثقلتان بالنوم وانقبض صدرها. استعاذت بالله من همسات الغيب في القلب العاشق، وأسفر عالمها العذب عن خلاء. أين الشاب العجيب البالغ الستين من عمره، القوي النشيط الفاحم الشعر؟ هل غلبه النوم في سهرته الليلية أمام التكية؟
ونادت شمس الدين حتى فتح عينيه متذمرا. طالعها بوجهه الجميل متسائلا، فقالت له: أبوك لم يرجع من سهرته!
ولما استوعب قولها أزاح عنه الغطاء ونهض بجسمه الرشيق المائل إلى الطول، وبقلق غمغم: ماذا حدث؟
فقالت تتحدى هواجسها: لعل النوم قد غلبه.
تجلت رشاقته أكثر وهو يرتدي جلبابه، ووسامته المكللة ببراءة الشباب الأول. ومضى وهو يقول: كيف يطيب السهر في فجر الخريف؟!
3
صفحه نامشخص