فقالت حليمة بعجلة: إنك ابن طيب، ولكنني لن أهجر أخاك. - أنت أيضا تسيئين بي الظن! - معاذ الله، ولكني لن أهجره، دع الأمور للزمن. - حتى متى تقيمين في مدفن بين الأموات؟! - لم نعد كما كنا فقراء دقة، حالنا تتحسن يوما بعد يوم.
فقال بقوة: بوسعي الآن أن أرجعكما مكرمين إلى حارتنا.
فقالت حليمة متوسلة بحرارة: دع الأمور للزمن.
حنى ضياء رأسه متمتما: يا لها من خيبة أمل!
44
وعقب انصراف ضياء قالت حليمة: صددناه بعنف يا عاشور.
فقال بإصرار: لم يكن من الأمر بد. - ألم تثق بأقواله؟ - لا. - إني أصدقه. - إني على يقين من انحرافه. - من ذا الذي لا يتعظ بعد مأساة فائز؟ - نحن، ما تاريخ أسرتنا إلا سلسلة من الانحرافات والمآسي والدروس الضائعة. - ولكني أصدقه. - كما تشائين.
وتفكرت قليلا، ثم قالت: حتى أسرارك لم تأتمنه عليها؟
فقال عاشور بأسف: لا، إنه لا يؤمن بما أومن به. - ألم يكن من المحتمل أن ينضم إليكم؟
فقال عاشور بهدوء: إنه لا يؤمن بما أومن به.
صفحه نامشخص