238

فقال الضرير بامتنان: نور الله قلبك!

على عجل جاء كثيرون في مقدمتهم وحيد وعزيز ومحمد توكل وإسماعيل القليوبي. وحمي العناق والتبريك والدعاء. - يوم السعد يا أبي! - يوم العدل يا جدي! - يوم النور يا معلم!

وكرر سماحة مرارا ووجهه يضيء بالإشراق: بارك الله فيكم، بارك الله فيكم.

وكل دعاه إلى بيته ولكنه قال بإصرار: داري دار خضر!

وانتشر الخبر فدعا الرجال من الدكاكين وجمع الحرافيش من الجحور والخرابات، وتعالى التهليل والدعاء، ثم زغردت النساء في النوافذ والمشربيات.

وقال صديق أبو طاقية: سبحان الله العظيم، لا غيبة تخلد ولا ظلم يدوم.

57

تربع سماحة فوق ديوان، وجلس أمامه على الشلت وحيد ورمانة وعزيز. هكذا اجتمع وحيد ورمانة وعزيز. هكذا اجتمع وحيد ورمانة وعزيز في سلام كظيم. كما يتجاور البلسم والسم في محل العطار. امحت الخصومات في حضرة الأب المعذب شهيد النقاء.

وقال له وحيد: أعددنا لك الحمام والطعام.

فتمتم في هدوء: مهلا، لقلبي أن يطمئن أولا.

صفحه نامشخص