ذلك أنك ما جزيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه [إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون] (١)، وقال تعالى [وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا إن الله بما يعملون محيط] (٢) .
وإن أرادوا أن ينكروا بما شاءوا من حجج عقلية أو سمعية فأنا أجيبهم إلى ذلك كله وأبينه بيانًا يفهمه الخاص والعام أن الذي أقوله: هو الموافق لضرورة العقل والفطرة، وأنه الموافق للكتاب والسُّنَّة وإجماع سلف الأمة، وأن المخالف لذلك هو المخالف لصريح المعقول، وصحيح المنقول، فلو كنت أنا المبتدئ بالإنكار، والتحديث بمثل هذا لكانت الحجة متوجهة عليهم، فكيف إذا كان الغير هو المبتدئ بالإنكار [ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ماعليهم من سبيل] (٣) . [ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون] (٤) . [إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد] (٥) . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.." (٦) .
المقدمة
إن الحمد لله نستعينه ونستغفره، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله ﷺ.
وبعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
وقد أمر الله ﷿ المؤمنين بالاعتصام بحبله، والتزام الجماعة، وذم التفرق والاختلاف في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ.
قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا) (٧) .
قال الطبري: (عن ابن مسعود أنه قال: "واعتصموا بحبل الله جميعًا" قال: الجماعة) (٨) .
_________
(١) النحل ١٢٨.
(٢) آل عمران ١٢٠.
(٣) الشورى ٤١.
(٤) الصافات ١٧١-١٧٣.
(٥) غافر ٥١.
(٦) من رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية مجموع الفتاوى جـ٣صـ٥٤٢.
(٧) آل عمران ١٠٣.
(٨) الطبري جـ٤ص٣٠.
1 / 2