قال جونزاليس: «المرأة العجوز، صانعة الفخار.»
قالت تريش: «إنها تصنع قدورا فخارية، وتدرس. إن سينتراكس تستعين بها، وقد جلبتها ألف إلى هنا.» «لماذا؟» هكذا سألها جونزاليس؛ إذ ما علاقة سينتراكس أو ألف بالفخار؟ «كي تشجع الآخرين.» هكذا قالت إحدى الفتاتين بوضوح. استدار جونزاليس لكن لم يكن بوسعه معرفة أيهما تحدثت.
ضحكت تريش وقالت: «كي تشجع الفن في هالو. صناعة الفخار من الطمي القمري، والزجاج الملون، وقماش بذلات الطيران المصنوع من السليكا القمرية.»
جلس جونزاليس يفكر في هذه الأشياء إلى أن أدرك أن تريش انتهت من تناول طعامها بالفعل، وأنهم كانوا يجلسون إلى الطاولة منذ بعض الوقت، منذ وقت طويل في الواقع، كما بدا لجونزاليس. وعلى نحو لا إرادي، دفع جونزاليس كرسيه بعيدا عن الطاولة.
قالت تريس: «لا بأس.» ونهضت الفتاتان من مقعديهما وسارتا خلفه. وحين بدأ في الاستدارة، شعر بأيديهما على كتفيه وعنقه، تدلك عضلاته التي ارتخت تحت ضغطها. قالت تريش: «لقد بدأ المفعول. والآن عليك أن تسير في أرجاء هالو، شمالها وجنوبها، جيئة وذهابا ...» ثم توقفت، بينما واصلت أيدي التوءمين العمل. ثم أردفت: «سر في الغابات، وانظر ماذا نزرع هناك ... فطر المروث الأهلب، وفطر الحدائق العملاق، وفطر المحار، وفطر الشيتاكي ...» «شيتاكي.» هكذا قال - شي تا كي - وكانت مقاطع الاسم تنساب وكأنها قطع من المعدن المصهور تنسكب عبر المياه ...
قالت: «يمكن للتوءمين أن تساعداك، أو يستطيع أحد الروبوتات أن يأخذك في إحدى جولات التلقيح. أو يمكنك الذهاب وحدك إذا كنت تفضل ذلك.» «أجل.» هكذا قال، وقد صارت صورته وهو يسير في دورة كاملة حول المدينة الفضائية، يستكشف ويعثر على ما يقع وراء ما هو مرئي للعيان، حاضرة بقوة. «سأذهب وحدي.»
قالت: «اذهب أينما شئت.» وقد التمع شعرها الأسود بالأضواء. وتساءل متى وضعتها هناك، ثم فكر إنها ربما كانت هناك طوال الوقت.
ومن خلفه همست إحدى التوءمين قائلة: «لا حاجة بك للخوف. انهض، واذهب أينما يأخذك خيالك.»
الفصل الثاني
طيران، موت، نمو
صفحه نامشخص