كان الأمر بهذا القدر من السهولة، وبهذا القدر من الصعوبة ...
توقف سيل الذكريات، وسمح لها بالنوم. وفي وقت لاحق، حين بدأت تستيقظ، تساءلت: «لماذا؟ لماذا جعلتموني أعاود معايشة هذه الأمور؟» وجاء الجواب: «لأنه كان من الضروري أن أعرف.» وتذكرت ديانا إلى أي مدى كانت ألف تتسم بالفضول، وبالإلحاح.
الفصل الثاني
الكون
وقف جونزاليس مع ليزي في غرفة الانتظار، خارج الغرفة التي كانت تستلقي فيها ديانا. كانت ليزي ترتدي بنطالا من الألياف المقاومة للنيران، ابيض لون أنسجته الخشنة، وتي-شيرتا أبيض عديم الأكمام، وكانت تلف وشاحا أحمر حول عضدها الأيمن، ولم يكن جونزاليس يعلم سببا لذلك. قال لها: «لقد راودني حلم عجيب للغاية ليلة أمس.»
قالت: «أعلم هذا. أعلم بشأن أحد الأحلام على أي حال؛ لقد تجسدت على هيئتي في أحد الأحلام، أو على الأقل في جزء منه، وتجسدت أنا على هيئتك. فكر في هذا بوصفه إحدى السمات العجيبة للبيئة.» استندت على الجدار بينما تتحدث، وكان صوتها يفتقر إلى الحدة الساخرة المعتادة. «ما الذي تعنيه بحق الجحيم؟»
قالت: «لست متأكدة. ليس هناك من هو متأكد، لا بد أن ألف هي المسئولة، لكنها لن تعترف بهذا، ولن تخبرنا بكيفية حدوث هذه الأشياء.» «هذا مخيف بعض الشيء، ألا ترين هذا؟ ما المفاجآت الأخرى التي قد تخبئها؟»
ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت: «حسنا، هذا هو الممتع في الأمر، استكشاف غير المتوقع، أليس كذلك؟ كيف كان شعورك وأنت امرأة يا جونزاليس؟ كيف شعرت وأنت في هيئتي؟» ومالت إلى الأمام مقتربة منه. «لا أذكر.» «انتبه جيدا المرة التالية.» «سأفعل، لو تكرر الأمر.» «على الأرجح سيتكرر؛ فبمجرد أن تبدأ هذه الأمور في الحدوث فإنها تستمر. هيا، حان وقت إدخالك في البيضة. اتبعني.» •••
كانت البيضة المنشطرة تملأ غالبية مساحة الغرفة الصغيرة المدهونة جدرانها باللون الوردي، وفوقها على الجدار كان مثبتا مصفوفة من الأضواء وشاشات المراقبة. كانت قطعة الأثاث الوحيدة هي خزانة صغيرة من الصلب موضوعة أمام جدار جانبي.
قال تشارلي: «نحن لم نطلب مجيئك، لكنك هنا على أي حال، وسنستفيد من وجودك.» ثم أطلق سعال المدخنين المميز له؛ سعالا خشنا مليئا بالبلغم، وقال: «إن النطاق الترددي لديانا محمل فوق طاقته؛ لذا لن يسعنا استخدامها من أجل إرساء الطوبوغرافية، وجيري يعاني من مشكلاته الخاصة. إن الأشخاص التابعين لنا جداول أعمالهم مشغولة، وهذا يعني أنك أنت الشخص المنشود. سنبني العالم حولك وحول جهاز «الميميكس» الخاص بك؛ إنه متصل بالفعل بالمنظومة.»
صفحه نامشخص