مصنوعة من فوم السيليكا البني الفاتح. وقد جلست شوالتر في منتصف الطاولة، وعن يمينها مباشرة هورن يليه جونزاليس وديانا. وعن يسارها جلست امرأة شابة، ورجلان في منتصف العمر، أحدهما أبيض والثاني أسود.
وعند الطرف المفتوح للطاولة كانت ثمة شاشة تغطي الجدار بكامله، من الأرض إلى السقف. وقد أضاءت الشاشة حين وصل جونزاليس وديانا، مظهرة غرفة أخرى كان فيها عدد غير محدد من الناس يجلسون على أرائك أو كراس، أو يتمددون على نمارق موضوعة على الأرض.
قالت شوالتر: «اسمحوا لي بأن أعرف بعضكم إلى بعض. لقد قابل الجميع هورن، مساعدي، وإلى جواره توجد الدكتورة ديانا هايوود وميخائيل جونزاليس، اللذان وصلا البارحة.» ابتسم كلاهما وأومآ.
قالت شوالتر وهي تشير نحو المرأة الجالسة عن يسارها: «ليزي جوردان.» قالت ليزي: «مرحبا.» كانت شقراء نحيلة لها وجنتان مرتفعتان، وكانت ثمة حلية ذهبية مزروعة أسفل عينها اليسرى، وكانت ترتدي رداء عمل خشنا مقاوما للنيران والذي كان مفتوحا قليلا في أعلاه بحيث يظهر جزءا من وشم على صدرها؛ زوج مجدول من سيقان النبات الخضراء. قالت شوالتر: «ترأس ليزي جمعية الاتصال، ومن ثم ستكون أقرب شخص تعملان معه من كثب. الأشخاص الظاهرون على الشاشة هم أعضاء بالجمعية أيضا. إنهم مهتمون، بحكم مشاركتهم في الملكية، بكل الأمور المتعلقة بألف وهالو، ولهم الحق في حضور الاجتماعات الداخلية للمجموعة، وأن يتحدثوا في أي قضية نتناولها هنا.»
قالت ديانا: «أفهم هذا.»
أومأ جونزاليس. كان يعلم من المرشد الخاص بتراينور أن القرارات الجماعية هي الأمر المعتاد في هالو، لكنه لم يتصور أن هذا ينطبق على نحو كامل.
قالت شوالتر: «وإلى جوار ليزي يجلس الدكتور تشارلي هيوز، وهو سيتولى الإجراء الجراحي المتعلق بتحديث المقابس العصبية الخاصة بك يا دكتورة هايوود.» قال الرجل: «مرحبا.» ونظر في تركيز إلى جونزاليس وديانا. كان شعره الرمادي الخفيف ينتصب كالأشواك، وكان وجهه شاحبا نحيلا به تجاعيد غائرة. كان يدخن باستمرار منذ وصولهما؛ بحيث كانت إحدى يديه تمسك بسيجار طويل رفيع، والأخرى تمسك بكرة احتجاز الدخان عند الطرف المشتعل للسيجار.
قالت شوالتر: «والدكتور إريك تشو.» ابتسم الرجل الأسود الجالس إلى جوار تشارلي هيوز. كان تشو رجلا ضخما له يدان في حجم المجرفتين، وكان له وجه مستدير وبشرة سمراء داكنة، وأنف مفلطح وشفتان كبيرتان، وكان شعره قصيرا. قالت شوالتر: «إنه يرأس مجموعة الدراسات العصبية، وهو المستشار الأول للدكتور هيوز فيما يخص العلاج المقترح لجيري تشابمان.»
توقفت عن الحديث واستدارت نحو الشاشة التي تعرض أعضاء جمعية الاتصال. انفتحت نافذة في الجانب الأيسر من الشاشة، وظهرت صورة شخص عليها. كان ذراعاه وجزعه مكسوين بالذهب، ووجهه يومض بسطوع عديم الملامح. وحول رأسه وكتفيه أضاءت هالة من النور بالألوان الأحمر والأزرق والأصفر والأخضر.
قال الشخص: «مرحبا بكم جميعا. مرحبا بك يا دكتورة ويا سيد جونزاليس. أنا تجسيد موضعي لألف؛ محاكاة بشرية الهدف منها تيسير التفاعل بيني وبينكم.»
صفحه نامشخص