قال جونزاليس: «أشكرك.»
ثم أخبر السيارة بالمكان الذي سيذهب إليه وشرع في السير في الاتجاه الذي أشار إليه جهاز «الميميكس». إلى يساره، كانت الشوارع والمنازل تنحدر نحو الخليج، وإلى يمينه، كانت ترتقي جانب التل الشديد الانحدار.
وصل جونزاليس إلى لافتة مكتوبة باليد بطلاء أخضر على لوح أبيض تقول:
مشروع تجديد حدائق بيركلي روز جاردنز.
نظر إلى الأسفل نحو المواضع التي انتشرت بها سقائف الخشب الأحمر على امتداد طرق ذات مصاطب تتخللها مجموعات خرقاء من مواسير الري البلاستيكية. وفي منتصف المسافة كانت توجد تعريشة متشققة ومتقشرة من الخشب المدهون باللون الأبيض تتدلى من فتحاتها الأغصان. وإلى جوار التعريشة كان ثمة روبوت صغير للعناية بالحدائق، وكان عبارة عن كتلة خضراء مكسوة بالبلاستيك تتحرك على عجلات جرار صغيرة، وقد مد ذراعا رقيقة من الصلب الملفوف اللامع تنتهي بيد ذات عشر أصابع. انغلقت اليد، وخرجت وردة حمراء قانية من الشجيرات. أمسك الروبوت بالوردة في يده ومضى على عجلاته بعيدا.
سار جونزاليس نحو الطريق المنحدر، وقدماه تضغطان بقوة على الحصى، ومر بالشجيرات وملصقاتها التي كثيرا ما تعلن عن أسماء غير متوقعة: ورود دورتموند ذات البتلات الحمراء الشبيهة بملمس الورق، وزهور حفلات الحديقة المبهجة ذات اللونين الأبيض والأصفر، وزهور مونتيزوما، وزهور مارتن فروبيشرز، وزهور مايتي ماوسز. توقف واستنشق العطر القوي المنبعث من الزهور الأرجوانية. وفي القسم المعاد تجديده كانت زهور الهالة المتفتحة في شرائط بحيث تعكس بحرص ألوان قوس قزح قد نمت وصار حجمها كبيرا. كانت أشبه بشبكات عملاقة مخدرة، لها شكل الورود من بعيد، وتدفع كل شيء آخر جانبا. وضع جونزاليس أنفه فوق زهرة وردية في شجيرة لا تحمل اسما، وبدت رائحة الوردة أشبه بحلوى النعناع.
تعرف على المرأة الواقفة في نهاية المسار من صورة الملف التي أراه إياها تراينور. كانت ديانا هايوود ترتدي فستانا من قطعتين من القطن الأبيض، وكان يكشف عن كتفيها ويلتف في إحكام حول خصرها، ثم ينقسم كي يغطي ساقيها. كانت ضئيلة الحجم ورشيقة، وكان لها شعر قصير أسود تتخلله بضع شعيرات رمادية. لم يكن سنها يظهر على ملامح وجهها، وكانت ملامحها صافية ودقيقة. كانت ترتدي نظارة داكنة مماثلة لتلك التي يرتديها جونزاليس.
كانت تمسك الساق ذات الأشواك الخاصة بإحدى الورود الحمراء القانية، وسألته: «أتريد وردة؟» وقد جعلت أشعة الشمس من الصعب تبين ملامح وجهها. «أشكرك.» هكذا قال بينما يمسك بالوردة في حرص، منتبها لأشواكها.
قالت: «من أنت، وماذا تريد؟» «اسمي ميخائيل جونزاليس، وأريد التحدث إليك. سأعمل معك في هالو.»
قالت: «حقا؟» وأدارت ظهرها له وركعت كي تقطف كتلة ضاربة إلى الخضرة من النباتات المعترشة والأشواك. علق مقصها في كتلة من العشب، وبعد أن حررته ألقته على الأرض؛ حيث انغرس بنصله فيها، وأصدر أزيزا للحظة، ثم توقف. نظرت من فوق كتفها إلى جونزاليس وقالت: «كنت أنتظر مجيء شخص مثلك، ممثل الشركة الذي سيراقبني أنا وجيري المسكين، كي يتأكد من أننا لن نفعل شيئا لسنا مخولين بفعله.»
صفحه نامشخص