[14] وأن هذا العقل الفعال له فعلان احدهما من حيث هو مفارق وهو ان يقول ذاته على ما شأن العقول المفارقة أن تكون عليه من عقلها ذواتها وكون العاقل والمعقول منها شيئا واحدا من كل جهة والثاني ان يعقل المعقولات التي في العقل الهيولاني اعني يصيرها من القوة الى الفعل وهذا العقل اعني الفعال هو متصل بالانسان وهو مالصورة له ولذلك يفعل به الانسان متى شاء اعني يعفل
[15] وتامسطيوس يقول فيه وبه اثبت ما اكتب .
[16] ومن البين انه اذا عقل الانسان جميع المعقولات التي هي العقل الذي بالملكة ولم يبق له معقول بالقوة يصيره معقولا بالفعل انه لا يخلو في تلك الحال من احد امرين اما الا يكون له فعل البتة وهو متصل بنا واما ان يكون له فعله الثاني
[17] ومحال ان يكون متصلا بنا ولا يكون له فعل فلم يبق الا أن يكون له فعله الثاني الذي هو عقله ذاته وبالواجب ما كان فعله الاول من اجل فعله الثاني والثاني يجرى منه مجرى الغاية وذلك انه لما كانت الحكمة الالاهية والعدل الرباني يقتضى ألا يبقى نوع من انواع الموجودات ولا طور من اطوار الوجود الا ويخرج من القوة الى الفعل وكان العقل الذي بالملكة الذي هو المعقولات بالقوة طورا من اطوار الوجود الشريفة وجب ان يخرجمن القوة الى الفعل ولكونه من جنس العقل كان واجبا ان يخرجه الى القعل شيء هو عقل بالفعل متقدم عليه بضروب الشرف والوجود وهذا هو العقل الفعال.
[18] وجعل فعل هذا العقل الفعال الاول الذي هو العلوم النظريق من أجل فعله الاخير الذي ادراكه ذاته حتى يكون الحال في هذا العقل كالحال في سائر العقول المفارقة اعني أن تكون ذاتها هي غايتها وان كان لها فعل اخر فهو طريق الى حصول الذات الذي هو الفعل الخاص
[19] ولو لم يكن الامر كذلك وكان المقصود بهذا الفعل الصادر عن الفعال الذي هو العقل الذي بالملكة هو ذاته لا كونه طريقا الى شيء اخر لزم محال وهو ان يكون الاشرف وهو العقل الفعال من اجل الاخس وهو الذي بالملكة اذ الفعل غاية الفاعل والغاية اشرف مما قبل الغاية.
[20] فانظز الى هذا السر الالاهي والتلطيف الرباني ما اعجبه فسبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى
صفحه ۳۰۲