فالجواب أن في الآية دلالة على أن قوله ليس بحادث لأنه لو كان حادثا لما جاز حدوثه إلا بقول آخر يسبقه ثم القول الآخر أيضا لا يجوز حدوثه إلا بآخر يسبقه لأنه حادث يريد وجوده وذلك يؤدي إلى التسلسل وإلى ما لا يتناهى وهو محال
مسالة
الباري سبحانه وتعالى ليس بجوهر
وقالت النصارى هو جوهر وزعموا أن المراد بقولهم جوهر أنه اصل الأقانيم الثلاثة وهي الوجود والحياة والعلم ويعبرون عن الوجود بالأب وعن العلم بالكلمة وقد يسمونه ابنا ويعبرون عن الحياة بروح القدس
ولا يعنون بالكلمة الكلام لأن الكلام عندهم مخلوق
ثم الأقانيم عندهم هي الجوهر بلا زيادة والوجود واحد الأقانيم الثلاثة فليس الأقانيم موجودات عندهم
ثم زعموا أن الكلمة جلت جسم عيسى كحلول العرض في الجوهر
وقال بعضهم الكلمة مازجت جسد المسيح كالخمر مازج اللبن
والدليل على أنه لا يوصف بأنه جوهر أن الجواهر لا تخلو من الحادث وقد ثبت بالدليل أنه لا يجوز أن يوصف ذاته بالحوادث ولأن الجوهر متحيز والحق تعالى لا يجوز أن يكون متحيزا
صفحه ۸۳