لَهُ بالثقب وَالنَّهْي فيهمَا للكراهة (والظل) أَي من الْآدَاب أَن لَا يقْضِي حَاجته فِي الظل وَهُوَ مَوضِع اجْتِمَاع النَّاس فِي الصَّيف وَمثله الشَّمْس وَهُوَ مَوضِع اجْتِمَاعهم فِي الشتَاء (وَالطَّرِيق) لخَبر مُسلم اتَّقوا اللعانين قَالُوا وَمَا اللعانان قَالَ الَّذِي يتخلى فِي طَرِيق النَّاس أَو فِي ظلهم تسببا بذلك فِي لعن النَّاس لَهما كثيرا عَادَة فنسب إِلَيْهِمَا بِصِيغَة الْمُبَالغَة وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد اللاعنين وَالْمعْنَى إحذروا سَبَب اللَّعْن الْمَذْكُور وَالْحق بِظِل النَّاس فِي الصَّيف مَوضِع اجْتِمَاعهم فِي الشتَاء وَالنَّهْي فيهمَا للكراهة وَكَلَام النَّاظِم شَامِل للبول وَالْغَائِط وَهُوَ كَذَلِك وَإِن نقل النَّوَوِيّ فِي الرَّوْضَة كَأَصْلِهَا عَن صَاحب الْعدة أَنه حرَام وَمثل الطَّرِيق المتحدث وطرق المَاء (وليبعد) عِنْد إِرَادَة قَضَائهَا عَن النَّاس إِلَى حَيْثُ لَا يسمع للْخَارِج مِنْهُ صَوت وَلَا يشم لَهُ ريح للإتباع رَوَاهُ أَبُو دَاوُد (وَلَا يحمل ذكر الله) تَعَالَى أَي مَكْتُوب ذكره (أَو من أرسلا) ببنائه للْفَاعِل أَو الْمَفْعُول أَي وَلَا اسْم نَبِي قَالَ فِي الْكِفَايَة تبعا للْإِمَام وكل اسْم مُعظم إِكْرَاما لذَلِك وَلِأَنَّهُ ﷺ كَانَ إِذا دخل الْخَلَاء نزع خَاتمه رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وصححوه وَكَانَ نقش خَاتمه ثَلَاثَة أسطر مُحَمَّد سطر وَرَسُول سطر وَالله سطر رَوَاهُ ابْن حبَان عَن أنس وَالْحمل الْمَذْكُور مَكْرُوه وَشَمل كَلَامهم حمل الْقُرْآن لَا مَعَ الْحَدث (وَمن سَهَا) عَن ذَلِك أَي تَركه وَلَو عمدا حَتَّى قعد لقَضَاء الْحَاجة (ضم عَلَيْهِ بِالْيَدِ) أَو وَضعه فِي عمَامَته أَو غَيرهَا (ويستعيذ) بِاللَّه بِأَن يَقُول عِنْد دُخُوله اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْخبث والخبائث للإتباع رَوَاهُ الشَّيْخَانِ زَاد القَاضِي اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الرجس النَّجس الْخَبيث المخبث الشَّيْطَان الرَّجِيم وَينْدب أَن يَقُول قبله باسم الله للإتباع رَوَاهُ ابْن السكن وَغَيره وَفَارق تعوذ الْقِرَاءَة حَيْثُ قدموه على الْبَسْمَلَة بِأَنَّهُ هُنَاكَ لقِرَاءَة الْقُرْآن والبسملة مِنْهُ فَقدم عَلَيْهَا بِخِلَافِهِ هُنَا والخبث بِضَم الْخَاء مَعَ ضم الْبَاء وإسكانها جمع خَبِيث والخبائث جمع خبيثة وَالْمرَاد بذلك ذكران الشَّيَاطِين وإنائهم (وبعكس الْمَسْجِد فَقدم الْيُمْنَى خُرُوجًا) أَي أَو بدلهَا خُرُوجًا من الْخَلَاء وَيقدم الْيُسْرَى أَي أَو بدلهَا عِنْد دُخُوله وَفِي معنى مَحل قَضَاء الْحَاجة فِيمَا ذكر من تَقْدِيم الْيُمْنَى أَو بدلهَا خُرُوجًا واليسرى أَو بدلهَا دُخُولا عِنْد دُخُوله كل مَكَان خسيس كمكان أَخذ المكوس والصاغة وَذَلِكَ لِأَن الْيُسْرَى للأذى واليمنى لغيره وَهَذَا بعكس الْمَسْجِد إِذْ السّنة تَقْدِيم الْيُمْنَى عِنْد دُخُوله واليسرى عِنْد خُرُوجه مِنْهُ (واسأل مغْفرَة وَأحمد باليسرى أَدخل) أَي ينْدب لَهُ أَن يَقُول عِنْد خُرُوجه غفرانك الْحَمد لله الَّذِي أذهب عَنى الْأَذَى وعافاني للإتباع رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَالتَّعْبِير بِالدُّخُولِ وَالْخُرُوج جرى على الْغَالِب فَلَا يخْتَص الحكم بِالْبِنَاءِ وَقَول النَّاظِم واسأل وَأحمد وَأدْخل بِلَفْظ الْأَمر (وَاعْتمد الْيُسْرَى) أَي ينْدب لَهُ أَن يعْتَمد على يسَاره حَال جُلُوسه لقضائها دون يمناه فينصبها لِأَن ذَلِك أسهل لخُرُوج الْخَارِج وَلَو بَال قَائِما فرج بَينهمَا واعتمدهما (وثوبا أحسرا) وَالْألف فِيهِ للإطلاق وَفِي بعض النّسخ أحسرا بِلَفْظ الْأَمر فألفه بدل من نون التوكيد (شَيْئا فَشَيْئًا) بِأَن يكشفه أدبا شَيْئا فَشَيْئًا حَتَّى يدنو من الأَرْض فَإِن خَافَ تنجيسه كشفه بِقدر حَاجته فَإِذا فرغ أسبله قبل انتصابه تَحَرُّزًا من الْكَشْف بِقدر الْإِمْكَان فَلَو رفع ثَوْبه دفْعَة وَاحِدَة لم يحرم بِلَا خلاف كَمَا فِي الْمَجْمُوع وَمَا فِي نكت التَّنْبِيه والكفاية وَشرح الْمُحب الطَّبَرِيّ من تَخْرِيجه على كشف الْعَوْرَة فِي الْخلْوَة فَيكون محرما رد بِأَن الْخلاف إِنَّمَا هُوَ فِي كشفها بِلَا حَاجَة إِذْ أطبقوا على جَوَاز الِاغْتِسَال عَارِيا مَعَ إِمْكَان السّتْر ومراعاة رفع الثَّوْب شَيْئا فَشَيْئًا أَشد حرجا من السّتْر عِنْد الِاغْتِسَال (ساكتا) عَن الْكَلَام من ذكر وَغَيره إِذْ يكره الْكَلَام إِلَّا لضَرُورَة كَأَن رأى أعمى يَقع فِي بِئْر أَو
1 / 54