التَّغَيُّر (ولتغير) رَائِحَة (فَم) بنوم أَو أكل أَو كَلَام أَو تَركه أَو غَيره لما روى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير وَغَيره عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَنه قَالَ (كَانُوا يدْخلُونَ على رَسُول الله ﷺ وَلم يستاكوا فَقَالَ تدخلون على قلحا استاكوا (وللصلاة) أَي عِنْد إِرَادَة الْقيام لَهَا سَوَاء كَانَت فرضا أَو نفلا وَسَوَاء أَكَانَ متوضأ أَو متيمما أم فاقدا للطهورين لخَبر الصَّحِيحَيْنِ (لَوْلَا أَن أشق على أمتى أَو على النَّاس لأمرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل صَلَاة) وفى رِوَايَة لَهما (بِالسِّوَاكِ مَعَ كل صَلَاة) أى أَمر إِيجَاب بِدَلِيل خبر (لفرضت عَلَيْهِم عِنْد كل صَلَاة) ويتأكد أَيْضا للْوُضُوء وَإِن لم يصل بِهِ وللتيمم أَيْضا وللقراءة ولصفرة الْأَسْنَان وَيُمكن إدراجها فِي قَول النَّاظِم ولتغير فَم ولدخول منزل وللطواف بأنواعه ولسجدة التِّلَاوَة أَو الشُّكْر قَالَ الشَّيْخ أَبُو حَامِد وَعند الْأكل وَعند إِرَادَة النّوم قَالَ الزركشى وَبعد الْوتر وَفِي السحر كَمَا قَالَه ابْن عبد الْبر وللصائم قبل أَوَان الخلوف كَمَا يسن التَّطَيُّب قبل الْإِحْرَام كَمَا ذكره الإِمَام فِي كتاب الْحَج وَعند الِاخْتِصَار كَمَا دلّ عَلَيْهِ خبر الصَّحِيحَيْنِ وَيُقَال إِنَّه يسهل خُرُوج الرّوح وَلَيْسَ لَهُ إِذا أَرَادَ أَن يستاك ثَانِيًا غسل سواكه إِن حصل عَلَيْهِ وسخ أَو ريح أَو نَحْوهمَا كَمَا ذكره فِي الْمَجْمُوع (وَسن) الاستياك (باليمنى) وَإِن كَانَ لإِزَالَة قلح والبداءة بالجانب الْأَيْمن من فَمه لشرف الْأَيْمن (وَلِأَنَّهُ ﷺ كَانَ يحب التَّيَامُن مَا اسْتَطَاعَ فِي شَأْنه كُله فِي طهوره وَترَجله وتنعله وسواكه) رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَيسن عرضا ويجزىء طولا ويمره على كراسى أَضْرَاسه وأطراف أَسْنَانه وسقف حلقه بلطف ولينوبه السّنة ويعوده الصبى ليألفه و(الْأَرَاك أولاه) ثمَّ النّخل ثمَّ الْعود ذُو الرّيح الطّيب ثمَّ مُطلق الْعود واليابس المندى بِمَاء أولى وَيحصل بِكُل مزيل للوسخ طَاهِر وَلَو خرقَة أَو أصبعا مُتَّصِلَة من غَيره خشنة إِلَّا أُصْبُعه لِأَنَّهَا لَا تسمى سواكا (وَيسْتَحب الاكتحال بالإثمد لخَبر التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَنه ﷺ قَالَ اكتحلوا بالإثمد فَإِنَّهُ يجلو الْبَصَر وينبت الشّعْر) وَرَوَاهُ النسائى وَابْن حبَان بِلَفْظ إِن من خير أكحالكم الإثمد وَعَن عَليّ أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ (عَلَيْكُم بالإثمد فَإِنَّهُ منبتة للشعر مذْهبه للقذى مصفاة لِلْبَصَرِ) وَفِي حَدِيث (عَلَيْكُم بالإثمد المروح عِنْد النّوم) أى المطيب بالمسك وَيسْتَحب كَونه (وترا) لخَبر أَبى دَاوُد وَغَيره باسناد جيد من اكتحل فليوتر) وَاخْتلفُوا فِي قَوْله فليوتر فَقيل يكتحل فِي الْيُمْنَى ثَلَاثًا وَفِي الْيُسْرَى مرَّتَيْنِ فَيكون الْمَجْمُوع وترا وَالأَصَح أَنه يكتحل فِي كل عين ثَلَاثًا لخَبر الترمذى عَن ابْن عَبَّاس وحسنة قَالَ (كَانَ لرَسُول الله ﷺ مكحلة يكتحل مِنْهَا فِي كل عين ثَلَاثًا) وَاسْتدلَّ للْأولِ بِخَبَر الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر قَالَ إِن رَسُول الله ﷺ إِذا اكتحل جعل الْعين الْيُمْنَى ثَلَاثًا وَفِي الْعين الْيُسْرَى مرودين فجعلهم وترا) لَكِن فِي أسناده الْعُمْرَى وَمن لَا يعرف وَقد علم أَنه لَو اكتحل شفعا حصل لَهُ أصل السّنة روى أَبُو دَاوُد أَنه ﷺ قَالَ (من اكتحل فليوتر من فعل فقد أحسن وَمن لَا فَلَا حرج) (وغبا ادهن) أى وقتا بعد وَقت بِحَسب الْحَاجة لخَبر الترمذى وَصَححهُ عَن عبد الله بن مُغفل قَالَ (نهى رَسُول الله ﷺ عَن الادهان إِلَّا غبا) وَفِي الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ رَسُول الله ﷺ يكثر دهن رَأسه وتسريح لحيته) وَمَا يرْوى فِي كتب الْفُقَهَاء مَرْفُوعا (استاكوا عرضا وادهنوا غبا واكتحلوا وترا) فَغَرِيب قَالَ فِي الْمَجْمُوع الادهان غبا بِكَسْر الْغَيْن هُوَ أَن يدهن ثمَّ يتْرك حَتَّى يجِف الدّهن وَقَالَ فِي نكته قَول الشَّيْخ ويدهن غبا أَي وقتا بعد وَقت فيدهن ثمَّ يتْركهُ حَتَّى يجِف رَأسه وَنقل ابْن الرّفْعَة عَن بَعضهم وَقَالَ قبله الغب كَمَا قَالَ ابْن فَارس ان ترد الْإِبِل المَاء يَوْمًا وتدعه يَوْمًا وَبِهَذَا فسر الإِمَام أَحْمد الحَدِيث وَبِه قَالَ بعض الشَّارِحين (وقلم ظفرا) أَي يسن تقليم الأظافر أى قصها بمقص أَو نَحوه لعده من الْفطْرَة وَلِأَنَّهَا تتفاحش بِتَرْكِهَا وَقد يمْنَع الْوَسخ الْحَاصِل
1 / 38