263

غریب قرآن

غريب القرآن لابن قتيبة

ویرایشگر

أحمد صقر

ناشر

دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)

﴿قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ﴾ يعني المُطَاعِين والرؤساء.
٢٢- ﴿رَجْمًا بِالْغَيْبِ﴾ أي ظنا غير يقين.
٢٥- ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ﴾ ولم يقل: سنة. كأنه قال: ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة. ثم قال: سنين. أي ليست شهورا ولا أياما. ولم يخرج مخرج ثلاثمائة درهم.
وروى ابن فضيل عن الأجلح، عن الضّحاك، قال: نزلت "ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة". فقالوا: أيام أو أشهر أو سنين؟ فنزلت ﴿سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ (١) .
٢٦- ثم قال: ﴿قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا﴾ وقد بيَّنَ لنا قبل هذا كم لَبِثوا. والمعنى أنهم اختلفوا في مدة لُبْثهم. فقال الله ﷿: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ وأنا أعلم بما لبثوا من المختلفين (٢) .
﴿أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ﴾ أي ما أَبْصَرَهُ وأسمعه! .
٢٧- ﴿مُلْتَحَدًا﴾ أي مَعْدِلا. وهو من أَلْحَدْتُ ولحدْتُ: إذا عَدلت.
٢٨- ﴿وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ﴾ أي لا تتجاوزهم إلى زينة الحياة الدنيا.
﴿وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ أي نَدَمًا. [هذا] قول أبي عبيدة: وقول المفسرين: سَرَفًا. وأصله العَجَلَةُ والسَّبق (٣) . يقال: فَرَطَ مني قول قبيح: أي سَبق. وفَرَسٌ فُرُطٌ: أي متقدم.

(١) الرواية في تفسير الطبري ١٥/١٥٣ وتفسير القرطبي ١٠/٣٨٧ والدر المنثور ٤/٢١٨.
(٢) راجع أولى الأقوال في تفسيرها في تفسير الطبري ١٥/٥٣.
(٣) قال الطبري في تفسيره ١٥/١٥٦ "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب - قول من قال: معناه: ضياعا وهلاكا، من قولهم: أفرط فلان في هذا الأمر إفراطا، إذا أسرف فيه وتجاوز قدره. وكذلك قوله: (وكان أمره فرطا) معناه: وكان أمر هذا الذي أغفلنا قلبه عن ذكرنا في الرياء والكبر واحتقار أهل الإيمان، سرفا قد تجاوز حده، فضيع بذلك الحق وهلك ".

1 / 266