223

غریب قرآن

غريب القرآن لابن قتيبة

ویرایشگر

أحمد صقر

ناشر

دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)

١٣- ﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ أي: الكيد والمكر. وأصل المحال: الحيلَةُ. والحولُ: الحيلة (١) . قال ذُو الرُّمَّة:
وَلَيَّسَ بين أقوامٍ فكلٌّ ... أعَدَّ له الشَّغَازِبَ والمِحَالا (٢)
١٤- ﴿لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ﴾ أي: لا يصير في أيديهم منه إذا دعوهم إلا ما يصير في يديْ مَن قَبَضَ على الماء ليبلغَه فاه. والعرب تقول لمن طلب ما لا يجد: هو كالقابض على الماء.
قال الشاعر:
فإِني وإيَّاكم وشوقًا إليكم ... كقابضِ ماءٍ لَمْ تَسِقْهُ أناملُهْ (٣)
لم تَسِقْهُ: أي لم تحمله، والوسق: الحِمْلُ.
١٥- ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا﴾ أي: يستسلم وينقاد ويخضع. وقد بينت هذا في تأويل "المشكل" (٤) .

(١) نقل هذا التفسير في اللسان ١٤/١٤٢ ثم نقل بعده: "قال أبو منصور الأزهري: قول القتيبي في قوله ﷿: (وهو شديد المحال) أي الحيلة - غلط فاحش. وكأنه توهم أن ميم المحال ميم مفعل، وأنها زائدة. وليس كما توهمه؛ لأن "مفعلا" إذا كان من بنات الثلاثة فإنه يجيء بإظهار الواو والياء مثل: المِزود والمِحول والمِحور والمِعير والمزيل والمِجول وما شاكلها. وإذا رأيت الحرف على مثال "فعال" أوله ميم مكسورة - فهي أصلية مثل ميم مهاد وملاك ومراس ومحال وما أشبهها ... " وقد ذكر هذا النقد أيضا في تفسير القرطبي ٩/٢٩٩.
(٢) ديوانه ٤٤٥ ومجاز القرآن ١/٣٢٦ واللسان ١/٤٨٧، ١٤/١٤١ وهو غير منسوب في تفسير الطبري ١٣/٨٥ وتفسير القرطبي ٩/٣٠٠ والشغزبية: ضرب من الحيلة في الصراع، وهي أن تلوي رجله برجلك. والمحال: المكر الشديد.
(٣) البيت لضابئ بن الحارث البرجمي، كما في مجاز القرآن ١/٣٢٧ ونقله البغدادي في الخزانة ٤/٨٠ عن كتاب مختار أشعار القبائل لأبي تمام وروايته "لم تطعه أنامله" وهو له في اللسان ١٢/٢٥٩ وفيه "أي لم تحمله يقول: ليس في يدي شيء من ذلك كما أنه ليس في يد القابض على الماء شيء ... " وهو غير منسوب في تفسير الطبري ١٣/٨٦.
(٤) بينه في صفحة ٣٢١-٣٢٣.

1 / 226