158

سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني، إمام عصره ببخاري يقول: سمعت صالح بن محمد بن حبيب الحافظ يقول: وسئل عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال: دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت، فسلم عليه فلما خرج تبعت بعده ، فقلت: ما تقول رحمك الله في أبي الصلت ؟ فقال: هو صدوق. فقلت له: إنه يروي حديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأتها من بابها )). فقال: قد روى هذا ذاك الفيدي عن أبي معاوية، عن الأعمش، كما رواه أبو الصلت، حدثنا بصحة ما ذكره الإمام أبو زكريا يحيى بن معين، ثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري، حدثنا الحسين بن فهم، ثنا محمد بن يحيى بن الضريس، ثنا محمد بن جعفر الفيدي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب )).

قال الحسين بن فهم: حدثناه أبو الصلت الهروي، عن أبي معاوية، قال الحاكم: ليعلم المستفيد لهذا العلم أن الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ. انتهى المراد هنا.

أما الحاكم فترجمته في تاريخ الخطيب ( ج 5 ص 473، و474 )، نذكر هنا ما تيسر منها وهذا نصه: محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي، يعرف بابن البيع من أهل نيسابور، كان من أهل الفضل والعلم، والمعرفة والحفظ، وله في علوم الحديث مصنفات عدة، [ ورد ] بغداد في شبيبته فكتب بها، عن أبي عمرو بن السماك، وأحمد بن سليمان النجاد، وأبي سهل بن زياد، ودعلج بن أحمد، ونحوهم من الشيوخ، ثم وردها وقد علت سنه فحدث بها، عن أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله بن الآخرم، وأبي علي الحافظ، ومحمد بن صالح بن هاني، وغيرهم من شيوخ خراسان. روى عنه الدارقطني، وحدثنا عنه محمد بن أبي الفوارس، والقاضي أبو العلاء الواسطي وغيرهما، وكان ثقة، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة، وأول سماعه في سنة ثلاثين وثلاث مائة، ثم قال في آخر الترجمة: حدثني الأزهري، ومحمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي، قالا: مات أبو عبد الله بن البيع بنيسابور سنة خمس وأربع مائة. انتهى.

صفحه ۱۵۸