فالخلق مطلوب لمعنى كما . . . يطلب ذات المسك من عرفه ولولا ما أودع في ما اقتضته حقيقتي ووصلت إليه طريقتي لم أجد لشربه نيلا ولا إلى معرفته ميلا ولذلك أعود على عند النهاية ولهذا يرجع فخذ البركار في فتح الدائرة عند الوصول إلى غاية وجودها إلى نقطة البداية فارتبط آخر الأمر بأوله وانعطف أبده على أزله فليس إلا وجود مستمر وشهود ثابت مستقر وإنما طال الطريق من أجل رؤية المخلوق فلو صرف العبد وجهه إلى الذي يليه من غير أن يحل فيه لنظر إلى السالكين إذا وصلوا بعين بئس والله ما فعلوا ولو عرفوا من مكانهم ما انتقلوا لكن حجبوا بشفعية الحقائق عن وترية الحق الخالق الذي خلق الله به الأرض والطرائق فنظروا مدارج الأسماء وطلبوا معارج الأسراء وتخيلوها أعظم منزلة تطلب وأسنى حالة يقصد الحق تعالى فيها ويرغب فسير بهم على براق الصدق ورفارفه وحققهم بما عاينوه من آياته ولطائفه وذلك لما كانت النظرة شمالية وكانت الفطرة على النشأة الكمالية تقابل بوجهها في أصل الوضع نقطة الدائرة فشطر مهجتها من الجانب الأيمن منقبة ومن الجانب الغربي سافرة فلو سفرت عن اليمين لنالت من أول طرفتها مقام التمكين في مشاهدة التعيين ويا عجبا لمن هو في أعلى عليين ويتخيل أنه في أسفل سافلين أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين فشمالها يمين مديرها ووقوفها في موضعها الذي وجدت فيه غاية مسيرها فإذا ثبت عند العاقل ما أشرت إليه وصح وعلم أن إليه المرجع فمن موقفه لم يبرح لكن يتخيل المسكين القرع والفتح ويقول وهل في مقابلة الضيق والحرج إلا السعة والشرح ثم يتلو ذلك قرآنا على الخصماء فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا خرجا كأنما يصعد في السماء فكما أن الشرح لا يكون إلا بعد الضيق كذلك المطلوب لا يحصل إلا بعد سلوك الطريق وغفل المسكين عن تحصيل ما حصل له بالإلهام مما لا يحصل إلا بالفكر والدليل عند أهل النهى والإفهام ولقد صدق فيما قال فإنه ناظر بعين الشمال فسلموا له حاله وثبتوا له محاله وضعفوا منه محاله وقولوا له عليك بالاستعانة إن أردت الوصول إلى ما منه خرجت لا محاله واستروا عنه مقام المجاورة وعظموا له أجر التزاور والمزاورة والموازرة فسيحزن عند الوصول إلى ما منه سار وسيفرح بما حصل في طريقه من الإسرار وصار ولولا ما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعراج ما رحل ولا صعد إلى السماء ولا نزل وكان يأتيه شأن الملأ الأعلى وآيات ربه في موضعه كما زويت له الأرض وهو في مضجعه ولكنه سر إلهي لينكره من شاء لأنه لا يعطيه الإنشاء ويؤمن به من شاء لأنه جامع للأشياء فعندما أتيت على هذا العلم الذي لا يبلغه العقل وحده ولا يحصله على الاستيفاء الفهم قال لقد أسمعتني سرا غريبا وكشفت لي معنى عجيبا ما سمعته من ولي قبلك ولا رأيت أحدا تممت له هذه الحقائق مثلك على أنها عندي معلومة وهي بذاتي مرقومة ستبدو لك عند رفع ستاراتي واطلاعك على إشاراتي ولكن أخبرني ما أشهدك عندما أنزلك بحرمه وأطعلك على حرمه '
مشاهدة مشهد البيعة الإلهية
صفحه ۹۱