فتوحات الهیه

سليمان جمال d. 1204 AH
51

============================================================

سورة البقرة(الاية: 29 اكم تا في الأرض) اي الأرض وما فيها (جبيما لتتفعوا به وتمتبررا ( ثم استوى بعد خلق أصلا كالهوام، ويجاب بأنها كلها نانعة إما بالذات كال ماكول والمركوب أبو بواسطة الا ترى أن السباع الضارية أملكت كثيرا من الحيوانات التي لو يقيت أملكت الحرث والنسل والحيات يتخذ منها الترياق ا قوله: (أي الأرض وما نيها) اي يأن براد بالأرض جهة السفل فتصدق بها نفسها وبما فيها من الحيوانات والثبات وغير ذلك . وقوله : (وتمتبروا) عطف خاص على عام لأن الانخاع صادق بالدنيوي وبالآخروي وهو الاعتبار اهاد شيخنا.

وعبارة الكرخي قوله : وتمتبروا أي تعتبروا به كالسباع والعقارب والحيات، فإن فيها عبرة وتخويفا، فإنه إذا رأى طرفا من المتوعد به كان ابلغ في الزجر عن المعصية، وأما خلق السم القاتل ففيه نفع لأجل دفع الخيوانات المؤذية وفتلها، فلا يرد السؤال بأنه لا يقع فيه، فكيف قيل خلق لكم ما في الأرض جيما . انتهت.

قوله: (ثم استوى الى السماء) اصل، ثم أن تقتضي تراخيا زمانيا ولا زمان هنا، فقيل هي اشارة الى التراخي بين رتبتي خلق الأرض والماء، وقيل : لما كان بين خلق الأرض والسماء أعمال أخر من جعل الجبال رواسي وتقدير الاتوات كما أشار إليه في الآية الأخرى عطف بثم، إذ بين خلق الأرض والاستواء إلى السماء نراخ واستوى: معناه لغة اقام واعتدل من استوى العود، وتيل علا وارتفع قال تعالى: ناذا استويت آنت ومن معك على الفلك) (المؤمتون : 18) ومعتاه هنا قصد وعد، وفاعل استوى ضمير يعود على الله والقصد في حق الله تعال معناه تعلق ارادته التنجيزي الحادث أي ثم علقت ارادته تعلقا حادثا بخلق السوات آي بترجيح وجودها على عدمها فتعلتت القدرة بايجادها قوله: (بعد خلق الأرض) أي غير مدحوة اي مبسوطة ولم يقل وما فيها كما هو مقتضى السياق اشارة إلى ان خلق ما في الأرض ليس سابقا على خلق السموات بل متأخر عنه، وحاصل المقام أن الله تعالى خلق الأرض أي جرمها من فير دحو وبسط في يومين، ثم خلق السموات السبع مبوطة في يومين ثم خلق ما في الأرض مما ينتقع به في يومين، مالى هذا أشار القرطبي في ضورة الأتبياء في قول تعالى: ( أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقنا هما) ( الآنبياء: 21) ونص هبارته هنا ثم استوى للترتيب الاخياري لا الزماني، وذلك لأن خلق ما في الأرض متأخر عن خلق السماء، والاستواء في اللغة والارتفاع والعلو على الشيء قال الله تعالى: (فاذا استويت أنت ومن معك على الفلك) (المؤمنون: 28) وقال (لتستووا على ظهوره) [الزخرف: 13] وهنه الاية من المشكلات والناس لميها ونيما شاكلها على ثلاثة أوجه. قال بعضهم: نقروها وتؤمن بها ولا نفسرها، واليه ذهب كثير من الأئمة. وقال بعضهم: نقروها ونقسرها على ما يحتمله ظاهر اللغة وهذا قول المشبهة، وقال بضهم نزولها ونميل حسلها على ظاهرها. وقال الفراء: الاستواء في كلام العرب وجهين احدما: أن يستوي الرجل ويتهي شبابه وتوته أي يستوي من اعوجاج فهذان وجهان، وقال البيهقي أبو بكر محمد بن علي بن الحسين : وجعل الاستواء بمعنى الإقبال صحيح لأن الاقبال هو القصد إلى

صفحه ۵۲