رحمة الوجوب (65-1) وأطلق رحمة الامتنان في قوله تعالى" ورحمتي وسعت كل شيء " حتى الأسماء الإلهية، أعني حقائق النسب. فامتن عليها بنا. فنحن نتيجة رحمة الامتنان بالأسماء الالهية والنسب (1) الربانية . ثم أوجبها على نفسه بظهور لنا وأعلمنا أنه(2) هويتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه. فما خرجت(3) الرحمة عنه . فعلى من امتن وما ثم إلا هو؟ إلا أنه لا بد من حكم لسان التفصيل لما ظهر من تفاضل الخلق في العلوم ، حتى يقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدية العين ومعناه معنى نقص تعلق الارادة عن تعلق العلم؛ فهذه مفاضلة في الصفات الإلهية وكمال تعلق الإرادة وفضلها وزيادتها على تعلق (4) القدرة. وكذلك السمع(5) والبصر الالهي . وجميع الأسماء الإلهية على درجات في تفاضل بعضها على بعض . كذلك تفاضل ما ظهر في الخلق من أن يقال هذا أعلم من هذا مع أحدية العين. وكما أن كل اسم إلهي إذا قدمته سميته بجميع الأسماء ونعته بها، كذلك فيما يظهر من الخلق فيه أهلية كل ما فوضل به . فكل جزء من العالم مجموع العالم ، أي هو قابل للحقائق متفرقات (6) العالم كله(7) ؛ فلا يقدح قولنا إن زيدا دون عمرو في العلم أن تكون هوية الحق عين زيد وعمرو ، وتكون (15 -ب) في عمرو(8) أكمل وأعلم منه في زيد ، كما تفاضلت الأسماء الإلهية وليست غير(9) الحق . فهو تعالى من حيث هو عالم أعم في التعلق من حيث ما هو مريد وقادر ، وهو هو ليس غيره. فلا تعلمه هنا يا ولي وتجهله هنا ، وتثبته هنا وتنفيه هنا إلا إن أثبته بالوجه الذي أثبت نفسه ونفيته عن كذا بالوجه الذي نفى نفسه كالآية الجامعة للنفي والإثبات في حقه حين
صفحه ۱۵۳