الفرق
الفرق
پژوهشگر
محمد إبراهيم سليم
ناشر
دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع
محل انتشار
القاهرة - مصر
الْفرق بَين الْإِرَادَة وَالرِّضَا
أَن إِرَادَة الطَّاعَة تكون قبلهَا وَالرِّضَا بهَا يكون بعْدهَا يكون بعْدهَا فَلَيْسَ الرِّضَا من الْإِرَادَة فِي شَيْء وَعند ابي هَاشم ﵀ أَن الرِّضَا لَيْسَ بِمَعْنى وَنحن وجدنَا الْمُسلمين يرغبون فِي رضَا لله تَعَالَى وَلَا يجوز أَن يرغب فِي لَا شَيْء وَالرِّضَا أَيْضا نقيض السخط والسخط من الله تعال إِرَادَة الْعقَاب فَيَنْبَغِي أَن يكون الرِّضَا مِنْهُ إِرَادَة الثَّوَاب أَو الحكم بِهِ
الْفرق بَين التَّمَنِّي والإرادة
أَن التَّمَنِّي معنى فِي النَّفس يَقع عِنْد فَوت فعل كَانَ للمتمني فِي وُقُوعه نفع أَو فِي زَوَاله ضَرَر مُسْتَقْبلا كَانَ ذَلِك الْفِعْل أَو مَاضِيا والإرادارة بِهِ أصلا وَهُوَ أَن يتَمَنَّى الْإِنْسَان أَن الله لم يخلقه وَأَنه لم يفعل مَا فعل أمس وَلَا يَصح أَن يرد ذَلِك وَقَالَ أَبُو عَليّ ﵀ التَّمَنِّي هُوَ قَول الْقَائِل لَيْت الْأَمر كَذَا فَجعله قولا وَقَالَ فِي مَوضِع آخر التَّمَنِّي هُوَ هَذَا القَوْل وإضمار مَعْنَاهُ فِي الْقلب وَإِلَى هَذَا ذهب أَبُو بكر بن الأخشاد والتمين ايضا التِّلَاوَة قَالَ الله تَعَالَى (إِذا تمنى ألْقى
الشَّيْطَان فِي أمْنِيته)
وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي التَّمَنِّي التَّقْدِير قَالَ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (من نُطْفَة إِذا تمنى) وَتمنى كذب وَرُوِيَ أَن بَعضهم قَول للشعيب أَهَذا مِمَّا رويته أَو مِمَّا تمنيته أَي كذبت فِي رِوَايَته وَأما التَّمَنِّي فِي قَوْله تَعَالَى (فتمنوا الْمَوْت إِن كُنْتُم صَادِقين) فَلَا يكون إِلَّا قولا وَهُوَ أَن يَقُول أحدهم ليته مَاتَ وَمَتى قَالَ الْإِنْسَان لَيْت الْآن كَذَا فَهُوَ عِنْد أهل اللِّسَان متمن غير اعبارهم لضميره ويستحيل أَن يتحداهم بِأَن يتمنوا ذَلِك بقلوبهم مَعَ علم الْجَمِيع بإن التحدي الضَّمِير لَا يعجز أحدا وَلَا يدل على صِحَة مقَالَته وَلَا فَسَادهَا لِأَن المتدي بذلك يُمكنهُ أَن يَقُول تمنيت بقلبي فَلَا يُمكن خَصمه اقامة الدَّلِيل على كذبه وَلَو انْصَرف ذَلِك إِلَى تمني الْقلب دون الْعبارَة بِاللِّسَانِ لقالوا قد تمنينا ذَلِك بقلوبنا فَكَانُوا مساوين لَهُ فِيهِ وَسقط بذلك دلَالَته على كذبهمْ وعَلى صِحَة ثُبُوته فَلَمَّا لم يَقُولُوا ذَلِك علم أَن التحدي وَقع بالتمني لفظا
1 / 123