قال: «لا تنتظراه حتى يسأل. تكلما أولا. أخبراه بأنني خرجت لأفحص المنطقة المحيطة بالفندق؛ إذ لدي سبب يجعلني أرتاب في الطريق. وسأخبر رجل الكاردينال بالشيء نفسه وأنا مغادر. لا تقلقا علي ولا على ما سأفعله.»
رجع بورثوس وأراميس إلى مكانيهما قرب المدفأة، يستمتعان بدفئها.
خرج آثوس، فحل عنان جواده وشرح لتابع الكاردينال سبب مغادرته قبل زميليه. وامتطى صهوة فرسه، وانطلق بسيف مسلول في الطريق المؤدية إلى المعسكر.
الفصل الحادي والعشرون
ميلادي تستقبل زائرا غير متوقع
لم يكد آثوس يبتعد بحصانه كثيرا ، حتى استدار بعيدا عن الطريق، وانبرى عائدا، حتى صار على مقربة من فندق برج الحمام الأحمر، فترجل واختبأ خلف سياج مرتفع من النباتات المتسلقة، ليس ببعيد عن الطريق. ولم ينتظر هناك طويلا حتى أبصر الكاردينال وجماعته يمرون في طريقهم عائدين إلى المعسكر، فتركهم يمرون بخيولهم حتى اختفوا عن ناظريه، وامتطى جواده وأسرع عائدا إلى الفندق.
فتح صاحب الفندق الباب، فعرفه على الفور. وبادره آثوس: «أرسلني الضابط الذي زار السيدة بالدور العلوي، برسالة نسي أن يعطيها إياها.»
رد صاحب الفندق: «السيدة لا تزال في حجرتها. اصعد إليها.»
صعد آثوس من فوره، محاذرا وهو يسير بخفة قدر الإمكان، فأبصر ميلادي من خلال الباب المفتوح تلبس قبعتها، فتسلل إلى الحجرة، وأقفل الباب خلفه بالمزلاج، فالتفتت ميلادي على صوت المزلاج.
وقف آثوس عند الباب متلفعا بمعطفه ويخفي عينيه بقبعته وذهلت ميلادي لهذا الشخص الصامت الساكن الذي لا يتحرك، كأنه تمثال.
صفحه نامشخص